وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(فالتكريم منظور فيه إلى تكريمه في ذاته، والتفضيل منظور فيه إلى تشريفه فوق غيره، على أنه فضله بالعقل الذي به استصلاح شؤونه، ودفع الأضرار عنه، وبأنواع المعارف والعلوم..). يقول العلامة محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى: (إذا نحن استقرينا موارد الشريعة الإسلامية الدالة على مقاصدها من التشريع استبان لنا من كليات دلائلها، ومن جزئياتها المستقراة، أن المهيمن عليها هو نوع الإنسان، ويشمل صلاح عقله، وصلاح عمله، وصلاح ما بين يديه من موجودات العالم الذي يعيشه فيه. قال تعالى حكاية عن رسوله شعيب، وتنويهاً به:(إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله) فعلمنا أن الله أمر ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه بإرادة الإصلاح بمنتهى الاستطاعة. وقال:(إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين) فعلمنا أن الصفات التي أجريت على فرعون كلها من الفساد وأن ذلك مذموم، وأن بعثة موسى كانت لإنقاذ بني إسرائيل من فساد فرعون، فعلمنا أن المراد من الفساد غير الكفر، وإنّما هو فساد العمل في الأرض، لأن بني إسرائيل لم يتبعوا فرعون في كفره. وقال حكاية عن شريعة شعيب لأهل مدين:(ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)…، وقال تعالى مخاطباً هذه الأمة:(ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها)، وقال:(وإذا تولى سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)، وقال:(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).