وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ذلك قوله تعالى:(فاتقوا الله ما استطعتم)، وقوله:(فاعتبروا يا أولي الأبصار)، وهما دليلان خطابيان، وإننا نتمسك في هذا بالإجماع، وعمل الصحابة، وعلماء الأمة في سائر العصور.([79]) فلماذا عالمية الشريعة الإسلامية؟ اقتضت حكمة المولى جل وعلا ان يتدرج بخلقه في التشريع رحمة بهم، تدرجهم في حياتهم المعيشية ووجودهم الحضاري على سطح المعمورة. استخلف الله الإنسان في أرضه، فهيأ له كل الأسباب التي تضمن له الحياة وتطويرها لما يصلح حاله، فأمده بكل أسبابها المادية، وهيأ له أسباب الرقي الروحي الذي يميزه عن سائر المخلوقات فأرسل الرسل، وبعث الأنبياء. تتابع إرسال الرسل إلى أممهم عبر عصور وأجيال عديدة، وأنبياء هم المثال والقدوة في استقامة العقيدة والسلوك،(إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أمة إلاّ خلا فيها نذير).([80]) عمت دعوة الله جميع الخلق، وإن كان فيهم من لم تباشره النذارة فهو ممن بلغته، لأن آدم عليه السلام بعث لبنيه، ثم لم تنقطع النذارة إلى وقت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم…([81]) عبر قرون من السنين، وأجيال متعددة من الأمم تدرج بهم المولى جل وعلا في مدارج التشريع(كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا، وما اختلف فيه إلاّ الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).([82]) الناس كل الناس منذ بدء الخليقة أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع، وجهلهم بالحقائق لولا منّ الله عليهم وتفضله بالرسل...([83])