وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

القرار السياسي سواء كان سنياً أو شيعياً أو اعتزالياً، وأوضح الأمثلة على ذلك ما صنعه المعتزلة يوم سيطروا على قرار الخلفاء العباسيين فعرضوا رقاب الناس على السيف ليقولوا بخلق القرآن، وسالت دماء طاهرة زكية رفضت العنف والقهر والإكراه ودافعت عن حرية الاختيار إلى أن قضى الله أمراً كان مفعولاً وقمعت تلك الفتنة المشؤومة. إنني أتوجه إلى مؤتمركم الكريم بالدعوة إلى تشكيل لجنة خاصة تتولى الحوار مع الاتجاهات العلمانية في العالم الإسلامي وتقدم الأدلة الواضحة على غنى الفقه الإسلامي، وغزارة مناجمه، لإحياء جذوة الإيمان في هذا الشطر من الأمة، والمحافظة على الرصيد الروحي الذي تختزنه الفطرة، وتجتهد في رسم العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة على أساس تعزيز المشترك، والإعذار في المختلف، وفق القاعدة الذهبية التي وضعها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: للمجتهد إن أصاب أجران وإن أخطأ أجر واحد. إني أعتقد أن المؤيدات الشرعية لهذا الاتجاه موفورة وصريحة، نقرأ في التنزيل العزيز قول الله سبحانه:(قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون)، وكذلك ينص القرآن الكريم صراحة على القول:(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً). وفي هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا. وفي موقف لافت لدلالات الوحدة والجماعة لم يشأ صلى الله عليه وآله وسلم أن يرغم الناس على قراءة واحدة حتى في نص القرآن الكريم وإنّما أذن للناس أن يقرؤوه بالحروف التي اعتادوها واللهجات التي عرفوها، وقال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف فاقرؤوا منه ما استطعتم.