وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بالعمل، هو كذلك مقرون بالعلم الذي يتجاوز مفهوم المعرفة التي يؤسس عليها الفعل. إن الوصف(بالصالح)، يعني الصلاحية أي امتداد اثر العمل بما يتجاوز محدودية صاحبه، إنساناً وزماناً ومكاناً، وهو بهذا غير الوصف بالمفيد والنافع والممتع والمربح ربحاً حسيباً، فهذه كلها مشروطة بقانون السوق الخاضع لاسعار البورصة. إن الإسلام وهو يقدم الغيب يقدم فلسفة لاستمرار التاريخ وارتباطه، فالغيب هو كل ما غاب عن الإنسان، بما في ذلك الذي نص(ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك)، مثلما هو حقيقة تتأكد في الواقع، وتنقل الإنسان إلى الآتي ومن ثم فإن الإيمان بالغيب هو قمة الوعي الإنساني الذي يقود إلى الارادة والفعل والعمل، وهو الوعي الذي لا يلغي، كما اشرع الإنسان ولا يحرم عليه هذا الواقع، ولكن يرفض ان يتحول الواقع إلى فلسفة(الواقعية)، أي ان كل ما لا يكون في الواقع هو غير حقيقي، بحيث يصبح الواقع مساوياً للحقيقة، أي ان الجزئي يصبح كلاً، بما يشكل مغالطة فكرية ومنطقية كبرى كما ان القرآن يعطي قيمة للتاريخ، أو للحوادث التاريخية التي مضت من اجل اخذ العبر، أي يقدم منهجاً في التاريخ وفلسفة التاريخ(قل سيروا في الأرض)،(ولكن مساكنهم كأن لم تغن بالأمس)،(نحن نقص عليك احسن القصص بما انزلنا هذا القرآن). والقرآن بهذا الخصوص يعارض الموقف الليبرالي الذي يحول الإنسان إلى مخلوق فيزيقي، أي ان القرآن يرفض المذهب الجبري، عندما يضع الإنسان امام التكليف والمسؤولية(لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، وان كان القرآن يضع ذلك في اطار الوسع(لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها).