إن دواعي تحقيق معاصرة الفقه الإسلامي تفرضه طبيعة الشريعة الإسلامية الغراء، والحاجات المتجددة للناس في مواجهة المتغيرات، والمستجدات سواء في البلاد الإسلامية أو بالنسبة للمسلمين في الغرب/ الجاليات، وكذلك فإن علاقات المسلمين بغيرهم وبما استجد من افكار ومنظومات فكرية.. جميعها اليوم أمام مجتهدي وفقهاء هذه الأمة، والمجامع الفقهية والبحثية، وهي تشكل تحديا للتشريعات الإسلامية، لذلك فالاجتهاد والإجابة عن تساؤلات الواقع من الأمور الجوهرية للنهضة الإسلامية المنشودة، التي تجد نفسها أمام مسؤليات وتبعات حضارية حاشا الإسلام أن يقف أمامها عاجزا، ولذا فإنا نرى بأن من أهم دواعي الاجتهاد الذي إخترناه موضوعاً لمشاركتنا هذه.. تأكيد جاهزية وصلاحية الشريعة الإسلامية لكل عصر ومكان، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد). ونحسب أن الغايات السامية لمثل هذا المجمع العالمي المبارك للتقريب.. قد وضع على عاتقه وأبان مثل هذه القصديات الموضوعية، من خلال إسهام العلماء الغيورين الذين انضووا تحت لواء التقريب، وشاركوا في مؤتمراته وندواته بالبحوث الرصينة والمفيدة..، وكانوا جميعا وعلى اختلاف انتماءاتهم المذهبية مظهرا من مظاهر وحدة الأمة وحرصها الجلي على التقريب قولاً وعملاً، ولا غرو فهم القدوة والمرجعية.. وإذا صلح العلماء... صلحت الأمة. إنني سعيد بهذا اللقاء، وتلبية هذه الدعوة التي لا تستهدف الربح وإنّما تستهدف في هدفها النبيل التبادل الثقافي الديني للخروج منها بوجه إسلامي مشرق في شريعته السمحاء، والتي ما جاءت مواكب رسالتها إلا من أجل اسعاد الإنسان وجلب مصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها في عمومياتها وكلياتها (إن الله يأمر بالعدل) (وامرت لأعدل بينكم) (وإذا قلتم فاعدلوا) وأمرها كله يدور مع العدل فاينما وجد العدل تحتم الأخذ به، وثمَّ شرع الله، وكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور، ومن