وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جديدا من الاعتماد على الكفاءات الذاتية القادرة على إنتاج التطور، وكسب تحديات التقدم. وإن لنا من الإمكانيات ، والثروات، والاستعدادات، والقدرات البشرية، ما لو انصهرت في جهد جماعي، عبر تخطيط معمق مدروس، ومن خلال رؤيا صائبة في تحديد والوسائل والأهداف، مع حسن تفعيلها وتطبيقها في الواقع القائم، لتحققت آمالنا التي طالما راودتنا في إعلاء مجد الأوطان وإسعاد الشعوب. ولكن نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تجاوز المخلّفات السلبية، بما تعنيه من صراعات مذهبية وسياسية، وفجوات بين المشاعر، وتعارض في تقدير المصالح، وتمسك البعض بجراحات الماضي القريب والبعيد. إن قدر هذه الأمة في أن تتوحد، وهل يسعها غير ذلك، في عالم لا حضور فيه إلا للتجمعات والتكتلات القوية. بل إن تاريخها الواحد المشترك، ومميزاتها الثقافية المتجانسة، هي عوامل قوة حقيقية مساندة، تمتاز بها عن غيرها من التكتلات. ولعلنا محتاجون، على طريق إنجاز مشروع الوحدة، إلى مرحلة من التكامل التدريجي، نؤمن نحن في تونس بحتميته في جميع المجالات، كإنشاء الأسواق المشتركة، وتنشيط مجالات تبادل المنافع، مع إعطاء الأهمية للتعاون بين الشعوب العربية والاسلامية. إن إرادة العزيمة السياسية في تونس، منذ التحول المبارك فيها، بحكمة الرؤية المتبصرة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي حفظه الله ، لماضية قدما نحو تدعيم هذا الخيار الاستراتيجي في التعاون العربي – عربي، والعربي – إسلامي. وإني لأثني على العزيمة الصادقة لفضيلة الشيخ محمد علي تسخيري، بإتاحة هذا المجال المثمر من تبادل الخبرات وتلاقح الآراء والأفكار. ونحن نعوّل على مؤتمرنا أن يهتدي إلى السبل الصحيحة، ليكون لبنة جديدة في بناء الصرح الإسلامي المنشود. قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (التوبة/ 105). ولن يفوتني في خاتمة هذا البحث، أن أعبّر عن صادق مشاعر التقدير والشكر لإخواننا الإيرانيين، على حسن الضيافة وكرم الاستقبال، متمنيا لشعب إيران الشقيق وقيادته مزيد التقدم والازدهار.