(177) السلطة ومراقبتها الا انه بذل اقصى الجهود لتربية وتعليم الناس حتى وصل الحميري، ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري، وكان هؤلاء من جملة كبار رجال الله ومن ابرز العلماء المتقين. الامام الحجة بن الحسن المهدى (عليه السلام): - وهو الامام المنتظر الذي سيخرج آخر الزمان فيملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً، وقد عاش سنيه الخمس في حياة ابيه مختفياً عن الانظار، ظهر بعد وفاة ابيه وصلى عليه ثم غاب غيبته الاولى وكانت اربعة وسبعين سنة، كان خلالها يلتقي بسفرائه الذين نصبهم الواحد تلو الاخر، يلتقي بهم ويجيب على مسائلهم وما يحتاجون اليه وكانوا يرونه رأي العين وربما رآه غيرهم، وكانوا ويصلون الى خدمته وتخرج على ايديهم توقيعات منه الى شيعته في اجوبة مسائل وامور شتى، وكان سفراؤه اربعة اولهم: ابو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري ثم ابو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ثم القاسم بن روح بن ابي بحر النوبختي، واخيراً ابو الحسن علي بن محمد السمري، وبعد وفاة الاخير غاب الامام المهدي (عليه السلام) غيبته الكبرى، والسبب في غيبته سعي الحكام آنذاك لقتله، حيث كانوا يراقبون نساء أبيه - بواسطة نساء يعملن بامرهم - ليتعرفون على وجوده وهو جنين، الاّ ان الله اخفاه عنهم وافشل مساعيهم ليتم نوره ويكمل مسار شريعته. اما علمه الشريف فيمكن اخذ صورة عن سعته وشموليته منه خلال الاحاديث التالية: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ابشروا بالمهدي، رجل من قريش من عترتي ويخرج في اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا (كنز العمال ح 38654). وعنه (صلى الله عليه وآله) ايضاً: لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الارض ظلماً وعدواناً ثم يخرج رجل من عترتي فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدوانا (كنز