وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(400)ـ ولم يستطع رجال الكنيسة الابقاء على السلطة الزمنية بأيديهم فقد نازعهم فيها الفلاسفة والمفكرون، فانتزعوها من أيديهم، وتركوا لهم أمور العبادة والطقوس الدينية وقد وافقوا على هذا الواقع، ووجدوا في القول المأثور عندهم «أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ». والخلاصة: فقد استقل رجال الكنيسة بالسلطة الروحية واحتفظ السياسيون بالسلطة الزمنية، ونتج عن هذا الاستقلال: فصل الدين عن الحياة، وفصل الدين عن الدولة والحكم والسياسة وعن شؤون المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وعلاقات الدولة السياسية. وأصبح من جراء هذا الفصل ان صار للدين مفهوم ضيق هو تدبير شؤون العبادة، داخل دور العبادة، وصار لهذا الدين بهذا المعنى رجاله الخبيرون بشؤونه المتفرغون لخدمته وتنظيم طقوسه ثم أطلق على هؤلاء رجال دين وصار مفهوما لدى الجميع ان رجال الدين لا شأن لهم في الحكم والسياسة ولا في شؤون الدولة وعلاقاتها ولا في أفعال رئيس الدولة وتصرفاته، وإنّما شأنهم وكل عملهم هو العبادة، وهو كل الدين ومن عمل خلاف ذلك فقد خرج على السلطان وأصبح مارقا منبوذا من غيره. كما كان من أثر هذا كله ان صار للدنيا رجال هم رجال السياسة والدولة، عرف عملهم وخصص منهج تفكيرهم بأنه لا علاقة لـه بالدين ورجال الدين، وبهذا يكمن الخطر لهذا المفهوم وقد ركز فصل الدين ورجاله عن الدنيا ورجالها، وأصبح لرجال الدين إدارة تابعة للدولة. وهنا لابد من الإشارة إلى ان رجال الثورة والسياسيين في أوروبا من حقهم ان يفعلوا ما فعلوا تخلصا من سيطرة الكنيسة وظلم رجالها ففصلوا دينهم عن الحياة