وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(389)ـ وكانت قريش تشيع الأحاديث بين الناس ان ما يقوله محمد إنّما يعلمه إياه غلام نصراني، وانه ليس من عند الله، وروجت هذه الشائعة كثيرا حتى رد الله عليهم فقال: ?وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ?. وهكذا استمرت دعاية قريش داخل الجزيرة العربية وخارجها في الحبشة، ولكن النجاشي سأل المسلمين ما هذا الدين ؟ وهل معكم مما جاء به رسولكم عن الله فقرأ عليه جعفر من سورة مريم من أولها فلما سمع البطارقة هذه قالوا: هذه كلمات تصدر من النبع الذي صدرت منه كلمات المسيح، وقال النجاشي ان هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة. فقال لجعفر ما تقولون في عيسى ؟ فقال جعفر: نقول فيه الذي جاء به نبينا، يقول: ليس بين دينكم وديننا أكثر من هذا الخط. وهكذا أخفقت جميع أساليب الدعاية وكانت قوة الحق الذي يدعو إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الصورة الواضحة التي تتجلى على لسانه تعلو على جميع الدعايات وكان نور الإسلام حين يشرق يبدد جميع الإشاعات والدعايات. فلجأت قريش إلى سلاح ثالث وهو سلاح: المقاطعة، واتفقوا جميعهم على مقاطعة الرسول وأقاربه من بني هاشم وعبدالمطلب مقاطعة تامة اقتصادية واجتماعية. واعتقدوا ان سياسة المقاطعة ستكون افعل أثرا من التعذيب والدعاية. وأقاموا على هذا الحصار ثلاث سنين، وكانوا ينتظرون ان يترك المسلمون إسلامهم إلا ان ذلك لم يزدهم إلا اعتصاما بحبل الله جميعا وتمسكا بدين الله، وحماسة في سبيل الدعوة إلى الإسلام، ولم يزد الذين آمنوا إلا صلابة وقوة ولم يحل دون انتشار الدعوة إلى الإسلام في مكة وخارجها وصار ذكر الإسلام يفشو في الجزيرة. إلا ان المقاطعة استمرت والتجويع ظل سار على المسلمين يعانون من آلام الجوع