وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(287)ـ ج ـ انطلاق الدعوة: التفاعل والكفاح: كان أمر الدعوة الإسلامية ظاهرا من أول يوم بعث به النبي وكان الناس في مكة يعرفون ان محمدا يدعو لدين جديد ويعرفون انه ينظم أصحابه ويعرفون ان المسلمين يستخفون عن الناس في تنظيمهم وفي اعتناقهم الدين الجديد وكانت هذه المعرفة تشعر ان الناس كانوا يحسون بالدعوة الجديدة، ويحسون بوجود مؤمنين بها، وان كانوا لا يعرفون أين يجتمعون ومن هم هؤلاء الذين يجتمعون ولذلك لم يكن إعلان النبي للإسلام شيئاً جديدا على كفار مكة وإنّما كان الشيء الجديد ظهور هذه الكتلة المؤمنة للناس فقد اسلم حمزة ثم أسلم عمر فاشتد ساعد المسلمين ونزل على النبي قولـه تعالى ?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ? فصدع النبي بأمر الله وأظهر أمر التنظيم علنا للناس جميعا. وكان أسلوب إظهار النبي لأمر هذا التنظيم انه خرج في أصحابه بصفين كان على رأس أحدهما: حمزة وعلى رأس الثاني: عمر، وذهب بهم النبي إلى الكعبة في نظام دقيق لم تعهده العرب من قبل فطاف بهم الكعبة، وانتقل النبي بذلك في أصحابه من دور الاستخفاء إلى دور الإعلان، ومن دور الاتصال بمن يأنس فيهم الاستعداد إلى دور مخاطبة الناس جميعا، فبدأ الاصطدام بين الإيمان والكفر في المجتمع وبدأ الاحتكاك بين الأفكار الصحيحة والفاسدة، وبدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة التفاعل والكفاح. وبدأ الكفار يقاومون الدعوة ويؤذون النبي وأصحابه بجميع أنواع الأذى، وهذه الفترة هي أشد ما عرف روعة في العصور جميعها، فلا يزيد النبي ذلك كله إلا صبرا وإمعانا في الدعوة، وكان المسلمون يهددون ويؤذون، فقد وثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم، ويفتنونهم عن دينهم، وكان المسلمون بالجملة يضربون وتوجه إليهم أشد صور المهانة فكانوا يصبرون على كل ذلك ابتغاء رضوان الله.