وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(633)ـ خير فهو إذن عالم أحمق لأنه يعرف الخير وينحرف عنه ويعرف الشر و ينغمس فيه وما ذلك إلاّ بسبب انهيار خُلقي في نفسه فإما أن يكون بسبب الكبر عن الطاعة والمستكبر يستحق العذاب الأليم وإما أن يكون بسبب ضعف الإرادة أمام سلطان الشهوات والأهواء فلو كان صادقاً مخلصاً في عمله ونصحه للناس لاثرت فيه أقواله ونصائحه ومع التكرار يستقيم حاله ويصير من الذين يعملون بما يقولون، لأن النصيحة الصادقة سلاح ذو حدين: أحدهما يؤثر بالنصاح وثانيهما يؤثر بالسامع وإن هو استمر في انحرافه فهو إنسان تبلد حسه ومات ضميره وتحول إلى تاجر أقوال لـه منها مغانم ومنافع دنيوية فتصير أقواله حجة عليه ولا ريب عندئد أن يستحق العذاب المهين، فقوله تعالى للذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ?أَفَلاَ تَعْقِلُونَ? أي فليس لديكم عقل يعقلكم عن اتباع أهوائكم وشهواتكم التي تزين لكم الإثم والمعصية وجحود الحق الذي جاءكم به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم(1). إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن لم يكن لـه مهمة صادقة وأثر فعال في المجتمع سواء على مستوى الفرد أو الجماعة فانه لا محالة ينذر بخراب المجتمع وظهور أنواع الفجور كما يشير إلى ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «كيف بكم إذا طغى نساؤكم وفسق شبابكم وتركتم جهادكم ؟ قالوا: وان ذلك لكائن يا رسول الله ؟ قال: نعم ، والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون كيف أنتم إذا لم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن منكر ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ ___________________ [1]ـ الأخلاق الاسلامية - للميداني ج 2 ص 656 بتصرف واختصار.