وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(627)ـ 3 ـ الاستقامة على الأخلاق الاسلامية إن أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين متعاونين سعداء، ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة فمكارم الأخلاق لا يستغني عنها مجتمع فاضل، ومتى فقدت الأخلاق تفكك أفراد المجتمع وتصارعوا وتناهبوا مصالحهم ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار ثم إلى الدمار. كيف يكون إنساناً مؤهلاً لارتقاء مراتب الكمال الإنساني إذا كانت أنانيته مسيطرة عليه صارفة لـه عن كل عطاء وتضحية وإيثار ؟ وقد دل الواقع المعاصر - كما سبق بيانه - أن انهيار القوى المعنوية للأمم وانحلال الشعوب ملازم لانهيار أخلاقها، ومتناسب معه، فبين القوى المعنوية والأخلاقية تناسب طردي دائماً صاعدين وهابطين، وذلك ما دلت عليه التجربة الإنسانية والأحداث التاريخية(1). وإذا كانت الأخلاق في أفراد الأمم تمثل معاقد الترابط فيما بينهم فان النظم الاسلامية قد بلغت في أخلاقها الاجتماعية والفردية مبلغاً من الرقي العظيم، جعلها في مركز القمة بما اشتملت عليه من تفضيلات موثقة للروابط الاجتماعية بين الأفراد، ومؤثرة تأثيراً عميقاً في تغذية وحدة الجماعة الاسلامية وتنمية روابط المودة والإخاء بين المسلمين. وقاعدة الأخلاق الاجتماعية الكبرى تتلخص بأن يعامل الإنسان الآخرين بما يحب أن يعاملوه به، انه يحب أن يعاملوه بالعفو إذا أساء، فليكن عفوّاً عن إساءاتهم، ______________________ [1] ـ الأخلاق الاسلامية وأسسها ، عبد الرحمن الميداني ، دار القلم، دمشق، الطبعة الثالثة 1992 ج 1 ص 33.