وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(600)ـ (لم يحدث من قبل في التاريخ أن واجه الجنس البشري هذا العدد الكبير من التهديدات والأخطار، وبعد أن قذف به، دون أن يكون مستعداً في خضم عالم تلاشى فيه الزمان والمسافات، وقع الإنسان في براثن دوامة عالمية ناجمة عن عوامل غير مترابطة على ما يبدو، وتشكل أسبابها ونتائجها تيها لا سبيل إلى الخروج منه في نهاية هذا القرن، وقد غرق لجج ظاهرة تنتابه من كل حدب وصوب، لقد غرق - وليس في هذه الكلمة من مبالغة هنا - لأن البنى والمؤسسات التقليدية لم تعد قادرة على مواجهة المشكلات في بُعدها الحالي ، ومما زاد الوضع سوءاً ان البنى غير الملائمة التي عفا عليها الزمن محاصرة بأزمة خلقية حقيقية. فهناك اختفاء لنظم القيم، وتسأول حول التقاليد وانهيار في العقائديات، وغياب للرؤية العالمية ومحدودات الممارسات الديمقراطية الراهنة، وكلها تؤكد وجود الخوء الذي يقف للمجتمعات بالمرصاد، ويشعر الأفراد بالعجز وكأنما أخذ بخناقهم ظهور أخطار لم تعرف، وعجز عن إجابة تأتي في وقتها الملائم عن مشكلات معقدة وتتصدى لجذور الشر وليس لعواقبه فقط)(1). 4 ـ صورة الحاسرة في المجتمع الإنساني المعاصر أما على مستوى الأسرة التي هي الأساس في بناء المجتمع لأنها مستقر الإنسان الذي يجد فيه الاستقرار والراحة والأمان وذلك إحساس فطري لا يتحقق للإنسان إلاّ في أسرة قائمة على المودة والرحمة لأنها تتألف من أفراد متقاربين تجمعهم أواصر القرابة والنسب وهي المحضى الطبيعي الذي أوجده الله في الفطرة لتنشئة أطفال أسوياء يعمر بهم وجه الأرض، هذا ما يجب أن تكون عليه. _________________________ 1 ـ المصدر السابق ص 619.