وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(596)ـ الاستعدادات المتباعدة الآماد ولا نعرف ان هناك كائناً آخر لـه هذه الخصائص(1). والإسلام حين يبين حقيقة النفس الإنسانية فانه لا يجانب الواقع الذي يعيشه فهو يحشد لـه كل التقدير وأرقى مراتب الإكرام والاحترام ولا يحتقر دوره الإيجابي في الأرض ولا يهدر قيمته في أية صورة من صور حياته ولا يهمل دوافعه الفطرية فالإنسان في التصور الإسلامي هو هذا الكائن الذي يدب على هذه الأرض بفرديته العميقة وجماعيته العميقة كذلك، بحوافزه الفردية التي لابد أن تراعى وأن تلبى، وحوافزه الجماعية التي لابد أن ترى وتربى... بكينونته هذه المزدوجة الممتزجة المتنوعة الطاقات، والاستعدادات الجسمية والعقلية الروحية التي لا تنفصل ولابد أن تراعى وتلبى. ومن أجل ذلك يأخذ الإسلام بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدرة لـه بحسب تكوينه، ويضع لـه المناهج التي يتعامل معها وهو فرد، ويتعامل معها وهو عضو في جماعة، ومن خلال هذا المنهج استطاع الإسلام أن يصل بالناس في فترة من الفترات إلى منزلة لم يبلغ إليها البشرية قط إنها فترة الخلافة الراشدة التي لم يعرف التاريخ أكمل وأجمل في جميع النواحي من تلك الفترة، فقد تعاونت قوة الروح والأخلاق والدين والعلم والأدوات المادية في تنشئة الإنسان الكامل وفي ظهور المدينة الصالحة كانت حكومة من أكبر حكومات العالم، وقوة سياسية مادية تفوق كل قوة في عصرها، تسود فيها المثل الخلقية العليا وتحكم معايير الأخلاق والفضيلة مع التجارة والصناعة، ويساير الرقي والروحي اتساع الفتوحات... وتحسن علاقة الفرد بالفرد والفرد بالجماعة وعلاقة الجماعة بالفرد وهو دور كمالي لم يحلم الإنسان ____________________ 1 ـ الإنسان في القرآن الكريم د. محمد بن لطفي الصباغ - المكتب الإسلامي ط 1 - 1992 ، بيروت ص 15 ، وما بعدها بتصرف .