وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(594)ـ ويكشف السليم من السقيم ويضع الموازين بالقسط، لأن المعايير والموازين إذا اختلت لا يمكن الاحتكام إليها لأنها لا توصل إلى نتيجة مرضية، والناظر لأحوالنا المعاصرة والمتأمل في أوضاعنا القائمة يرى أمثلة متعددة على هذا الاختلال وذاك الفساد وخاصة في النظر إلى الإنسان في العصر الحديث. وموقف الإسلام في الكشف عن أسرار خلق الإنسان وبيان حقيقته والمهمة التي خلق من أجلها والغاية التي ينتهي إليها واضحة كل الوضوح، فهي من القضايا التي تكفل الله بتعليمها للإنسان عن طريق الوحي مثل غيرها من الأمور الغيبية كحقيقة الألوهية وحقيقة الخلق وحقيقة اليوم الآخر والتشريع والمنهج كحقيقة واليوم الآخر والتشريع والمنهج الذي يحكم الحياة، فهذه لا يقدر العقل أن يحكم فيها أو يجرب قدرته فيها يخطىء أو يصيب. وقد ترك للعقل مجاله كالتعرف على السنن الربانية التي تحكم الحياة البشرية لتنظيم الحياة بمقتضاها، والتعرف على السنن الإلهية التي تحكم الكون المادي لتحقيق ما سخره الله من طاقات السموات والأرض لتحسين الحياة وتجميلها والارتقاء فيها. والحديث عن حقيقة الإنسان كما يعرضها القرآن الكريم نرى أنه يقدم أنماطا من نماذج النفوس البشرية على نطاق واسع يشمل كل أنماط النفوس البشرية أو أصالتها الفطرية، وفي حالاتها المنحرفة كذلك في هداها وفي ضلالها، في رشدها وفي غيها، في استقامتها وفي إعراضها، في قوتها وفي ضعفها، في سرها وفي علانيتها، في فرديتها وجماعيتها، وفي شتى صورها وأشكالها وأوضاعها وأحوالها. يعرض ذلك كله في حيز من التعبير يستحيل ـ لو لم يكن من عند الله ـ أن يسع هذا الحشد الكبير من الأنماط والنماذج والأحوال والأطوار، وأن يصوره في دقة وعمق