وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(480)ـ وفي عهد الخلفاء الراشدين كانت المساواة هي الحاكمة في سياستهم، فقد أسندت المناصب والولايات وقيادة الجيوش إلى مختلف طبقات المسلمين من عرب وعجم، ومن غني وفقير، وأُبعد ذوي القرابة عن بعض المناصب لعدم كفاءتهم، ومن المواقف الشهيرة عند الخليفة الثاني انّه قام بإقامة الحدّ على ابنه عبد الرحمن، وانه أراد أن يعزر أحد ولاته لاعتدائه على أحد المسلمين فقال لـه عمرو بن العاص: أتقيده منه ؟ إذاً لا نعمل لك على عمل، فأجابه بالقول: لا أبالي إلاّ أقيد منه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي القود من نفسه(1). ورفض الإمام علي ـ عليه السلام ـ ان يفرّق في العـطاء على أساس الانتمـاء القومي وقـال - لمـن اعترض عليه -: «إني والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلاً على بني إسحاق»(2). وكتب إلى أحد ولاته المقصرين في أعمالهم والمستحوذين على بيت المال دون حق: «... ووالله لو أنّ الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت، ما كانت لهما عندي هوادة، ولا ظفرا مني بإرادة حتى آخذ الحق منهما وأزيح الباطل عن مظلمتهما...»(3). وقد ترقى الحال به حتى ساوى بنفسه مع الآخرين في جشوبة العيش فقال: «أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش»(4). _________________________ 1 ـ م. ن 1 / 374. 2 ـ شرح نهج البلاغة 2 / 201. 3 ـ نهج البلاغة: 414. 4 ـ نهج البلاغة: 418.