وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(255)ـ هذه الأمة المرحومة، والجلوس سويا حول المائدة المستديرة لمعايشة هموم الأمة كلها إنّما هو استجابة لأمرين رئيسيين: ألف ـ امتثالا لأمر المولى عز وجل في ذلك. ب ـ لحاجة الظرف الحالي إلى الاتحاد وملازمة المسلم لأخيه المسلم في وقت تكالبت عليهما كل القوى الشريرة. لذا فإن حركة التقريب إنّما هي في الحقيقة حركة فكرية حضارية، تنتهج عنوانا ثقافيا من أجل إثارة وجدان المسلم وعقله، وتحفيزه نحو التفكير في مدى امتثاله لا وأمر الله ونهيه في مجال الائتلاف والاختلاف. وهذا ـ في الحقيقة ـ استجابة واعية لنداءات الفطرة وحكم العقل اللذين يقضيان التركيز على ذلك. فالإنسان كما هو اجتماعي الطبع فإنه بحاجة إلى الجماعة ليمارس حياته العملية بشكل تام. وهذا تجسيد لأول مظاهر الواقعية. ثم ان من أهداف حركة التقريب هو تحفيز التفكير الواعي في الجانب الآخر من الفكرة، ومحاولة فهم واقع الطرف الآخر وأدلته. وهذا بمجموعه يشكل عملية إثارة رائعة تقود الجميع إلى نبذ المواقف الحادة أولا، وبسط الحالة الشفافة دون الضبابية التي تحجب الرؤية الصحيحة والصادقة ثانيا. وهو بالجملة: بلورة حية في دفع الوجدان إلى ارتياد «المواقع المعتدلة» والعمل على أساسها. وهذا هو تجسيد حي لثاني مظاهر الواقعية المتقدمة. ومن أهدافها المعلنة أيضاً مد جسور الأواصر المبنية على الود والألفة بين جميع فرق المسلمين، مما يهييء الفرص الكثيرة للعمل المشترك، وبالتالي تزداد مساحة الحركة ومجالاتها العملية، فينشأ ـ من خلاله ـ مناخ علمي يسوده الهدوء والوئام، فيلعب دورا بارزا وكبيرا في بث روح الحركية والسلوك الرسالي للفرد