وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(253)ـ الحياة العملية. ولم تتصف آية حضارة بهكذا وصف مثل ما اتصفت الحضارة الإسلامية عبر تاريخ البشرية الطويل من قوة في الأسس، وسلامة في النظم، وشمولية في الفلسفة، وتكامل في المنهجية، وواقعية في الأسلوب مما كانت بمجموعها صياغة عملية وجدية لوجه الإنسانية على هذا الكوكب الصغير. وأهمها هو اتصافها بالواقعية الحقيقية في الفكر والعمل مما كان لها الأثر الفاعل في خلود الرسالة المحمدية وانتشارها في أطراف المعمورة. وتظهر هذه الواقعية في نوعية تعامل الشريعة مع طبيعة الإنسان وطبيعة ظروفه المحيطة به، إذ لا يتم هذا التعامل إلا في حدود فطرته واستعداداته، فلم تحمله ما لا يحتمله، ولا تهدر قيمته وقيمة وجوده، وتنكر دوره، وبنفس الوقت لا ترفعه إلى مقام الألوهية. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنها وفقت في تنظيم حياته العملية، وإشباع رغباته المادية وميوله الروحية معا في عملية تزاوج منقطع النظير، يندهش لها الباحثون، وأوردنا ببعض أقوالهم. ثم عرج البحث إلى بيان أهم مظاهر الواقعية: 1 ـ الانسجام مع الفطرة والعقل، إذ ان أساس التربية الإسلامية قام على إشباع غرائز وعواطف الإنسان المادية والروحية معا من غير قمع أحدهما للآخر، أو إطلاق أحدهما على حساب الآخر. كل ذلك في نظام خاص ومنهجية اثارت إعجاب المفكرين. وقد أوردنا مقتطفات من أقوال بعض المستشرقين في هذا المضمار. 2 ـ التوازن والاعتدال، فالشريعة الإسلامية اتخذت أحكامها على أساس