وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(241)ـ نظرهم رؤية السماء رؤية القهار المتصل دواما مع مخلوقاته، سواء كانوا عاديين أو أولياء مقدسين»(1). الثانية: من حيث إيجابية الحياة الإنسانية ـ ككل ـ الصادرة عن افراد يتمتعون بصفات إيجابية مشرقة تجعله كتلة مشتعلة من الفعالية والانتشار. فالمؤمن بالإسلام ما يكاد يستقر الإيمان في ضميره حتى يحس انه قوة فاعلة ومؤثرة في نفسه وفي هذا الكون من حولـه، فلا يعرف القعود، ويرفض السلبية المتمثلة في انتظار المعجزات، بل يحاول التغيير المستمر، ويسعى دوما ليحقق ذاته المؤمنة بأن عناية الله تعالى ترعاه لكي يكون أهلا لرضاه ودخول جنته، وهذا أكثر ما يكون باعثا نحو العمل والجد فيه إلى ابعد الحدود. ينقل الدكتور عبد الحليم محمود قصة طريفة حول إسلام الكونت هنري دي كاستري أحد كبار الموظفين الفرنسيين في الجزائر، يقول شارحا حاله: «كان من عادته ان يسير ممتطيا صهوة جواده، ويسير خلفه ثلاثون من فرسان العرب الأقوياء، فخورا بمركزه، وكان يملؤه الغرور للمدح الذي يزجيه إليه هؤلاء الذين تحت إمرته، وفجأة وجدهم يقولون لـه في شيء من الخشونة، وفي كثير من الاعتداء بالنفس: لقد حان موعد صلاة العصر، ودون ان يستأذنوه في الوقوف ترجلوا واصطفوا للصلاة متجهين إلى القبلة، ودوت في أجراء الصحراء كلمة الإسلام الخالدة: «الله اكبر»، فشعر الكونت في هذه اللحظة بشيء من المهانة في نفسه، وبكثير من الإكبار والإعجاب بهؤلاء الذين لا يبالون به، وذلك لأنهم اتجهوا إلى الله وحده بكل كيانهم، وبدأ يتساءل: ما الإسلام؟ أهو ذلك الدين ______________________________ 1 ـ نقل عنه الدكتور عبد الحليم محمود في «أوروبا والإسلام»: 51 ـ 52.