وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(192)ـ وان تكون رسالتها رحمة للعالمين)(1). وبالصوم يطمح الإنسان دائما نحو السمو النفسي، ويطلب الرقي الروحي، ويسعى للتخلص من الاكدار المادية، ليعرج بروحه من عالم الماديات إلى عالم الروحانيات، ومن مصاف المردة إلى منازل البررة، حتى اتخذه الروحانيون بمختلف أديانهم معراجاً لهذا السمو، إلا ان تلك الأديان ـ ما خلا الإسلام ـ قد غالت فيه حتى انقطعوا عن نعم الدنيا، ونحلت أجسامهم حتى أصبحت أشباحا لا تكاد ترى وهياكل تصطك عظامها، أرادوا ان يحيوا الأرواح فقتلوا الأرواح والأجساد، وتركوا الدنيا للماديين يعبثون بها كيفما شاءوا، وهم فوق هذا عاشوا لذواتهم فقط منعزلين عن الجماعة. اما الإسلام فقد أنزل الصوم من عالم المثال الخيالي إلى عالم المثال الواقعي، فهو لأيام معدودة وعن أشياء محدودة، لا ترهق الجسد ولا تطمس شعلة الحركة والعطاء فيه، وجعله شعيرة جماعية تنشد الأمة فيها سبيل إلفتها ولحمة اخوتها. إن الإسلام يطلب الوحدة الشاملة، التي ينتظم فيها كل فئات المجتمع وأفراده، وعناصر الشعوب وجنسياتها، وتفاوت الثقافات وتباينها، لأجل ذلك جعله ميسرا مستطاعا يعايش الواقع الإنساني بأشواقه وطموحه وبقدراته واستطاعته. يقول العلامة محمد عبده:(ومن وجوه إعداد الصوم للتقوى ان الصائم عندما يجوع يتذكر من لا يجد قوتا فيحمله التذكر على الرافة والرحمة الداعيين إلى البذل والصدقة، وقد وصف الله تعالى نبيه بأنه رؤوف رحيم، ويرتضي لعباده __________________________ 1 ـ عوامل تقوية الوحدة الإسلامية، ص 21 ـ 22.