وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(185)ـ وهذا لا يمنع من ان ننظر إلى ما عند السلف، ولكن ليس بقصد التقليد وإنّما بقصد التقييد، وليس للسلف العصمة فما ورد عنهم من خطأ يرد ولا يلتفت إليه يقول العلامة أبو يعقوب الوارجلاني:(إننا اتبعنا أوائلنا وحاسبناهم واتبعناهم تقييدا ولم نتبعهم تقليدا)(1). لم تتحول العقيدة الإسلامية عن واقعيتها البسيطة السهلة إلا عندما دخلها الجدل واخذ كل فريق يضرب أخاه بقوارع الكلام وافانين السباب، وأحيانا بحد السلاح والسنان. علينا ان نرجع العقيدة إلى معينها الصافي ومنبعها الدافق فقيه غنى عن أقوال الرجال، هذا طريق الوحدة ان أردناها حقيقة. العقيدة الإسلامية عقيدة توقيفية لا يجوز فيها الإضافة ـ كما قلت ـ ولا يجوز أيضاً فيها القياس، لأن القياس من أعمال العقل الإنساني الذي يخالطه الوهم وهو وان كان محاطاً بشروط وموانع تؤدي به إلى الاستنتاج السليم إلا ان هذه السلامة نسبية وليست دائمة، والقياس يصلح في القضايا العملية لا التصورات والاعتقادات والعلم اليقيني. ومثله ما يمكن ان يخالطه الوهم والتدليس والنسيان والخطأ وهو خبر الآحاد، فقد اتفق جمهور الأمة على عدم الأخذ به في مجال الاعتقاد، يقول العلامة المحدث سعيد بن مبروك القنوبي(2)(ان الأحاديث الآحادية لا يجوز الاحتجاج بها في مسائل الاعتقاد، وذلك لعدم القطع بثبوتها وهذا هو مذهب _____________________________ 1 ـ الدليل والبرهان ج 1، ص 50. 2 ـ العلامة المحدث سعيد بن مبروك بن حمود القنوبي من شرقية عمان، نابغة في مختلف فنون العلم وأخصها علم الحديث، وهو مجتهد، لـه مؤلفات عديدة، على قيد الحياة.