وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(118)ـ للعمل أو الاستحباب على الأكثر ما لم تقم قرينة تجعله يدل على الوجوب. إلا ان تلك السيرة المباركة ـ مهما كانت دلالاتها ـ تبقى هي الهدى النير في كل حقل ومجال، ومن هنا فسوف نركز عليها في بحثنا هذا قبل أي شيء آخر. مظاهر التدرج والمرونة في هذا السبيل: ويمكن ان نعيّن أهم هذه المظاهر في النقاط التالية: ألف: التدرج في إعطاء الأحكام وتطبيقها. ب ـ التدرج في توسيع رقعة الدعوة. ج ـ التدرج في الموقف من أعداء الدعوة. اما النقطة الأولى: فملخص القول فيها، ان الإسلام بمقتضى مرونته النابعة من واقعيته أدرك انه جاء دينا يقلب الحياة الجاهلية رأساً على عقب، ويغير تصورات الناس وأخلاقهم ويوجه كل سلوكاتهم التوجيه الأكمل، وكما ان الإنسان مرتبط بعقيدته كذلك هو مرتبط بعادته السلوكية. بل يمكننا ان نؤكد أن ضعف المستوى العقائدي عند أمة يمكنه ان يتأثر بشكل قوي بالسلوك والعادات والأعراف العامة والخاصة. ومما يؤكد ذلك ان المجتمع الجاهلي استطاع التنازل عن عقيدته ولكنه لم يستطع التخلص تماما من عاداته وسننه القبلية. ومن هنا فإن من الصعب جدا ان يحاول مصلح تغيير كل ذلك بقانون واحد، كما فعلت بعض الدول اليوم حين أرادت ان تقتلع من المجتمع عادة أضرت به وفتكت بقواه، فأصدرت قانونا يحرم الخمر وجهزت لتنفيذ القانون جيشا ضخما من الوسائل الرادعة ولكنها فشلت في نهاية الأمر، لعاملين: الأول: إنها لم تغير النفسية والشخصية. الثاني: إنها واجهت المجتمع المعتاد وأرادت ان تقلع عادته بلحظة.