وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(116)ـ ثم فتح باب الاجتهاد للفقهاء كي يستنبطوا الحكم الشرعي وغير ذلك من المؤهلات الكبرى التي تجعلهم مؤهلين لقيادة مسيرة الأمة. ما هو العامل المغير للمجتمع بالأصالة في نظر الإسلام! طرحت على الصعيد الفكري البشري نظريات كثيرة في مسألة التغيير والتطور الاجتماعي، فحاول البعض ان يفسر التطور الاجتماعي بالعالم الاقتصادي، وأعطى الآلة صفة الإله المغير، في حين فسر البعض الآخر التطور بخصوص العوامل العرقية ونقاء الدم، ونسبته في الشعوب، أو الغرائز الجنسية على العموم، أو العوامل الجغرافية وغير ذلك. ومهما تعددت هذه المذاهب فإنها تتفق على أبعاد الإنسان أو بالأصح إعطائه دورا ثانويا في عملية التغيير. لكن الإسلام ـ كما يبدو من نصوصه وروحه ـ يعطي الإنسان دورا رئيسيا في عملية التغيير الاجتماعي والتطوير أو التراجع بالحالة التي هو عليها ويجعل نقطة البدء في التغيير. فالقرآن الكريم يقول: ?إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ?(24). ويقول: ?ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ?(25). إن الإسلام يقرر أن للإنسان الدور الرئيسي في عملية التغيير، ولذا فقد حمله المسؤوليات الجسام، وركز عليه، إلا انه لا ينكر تأثيرات العوامل الغريزية والبيئوية في فكر الإنسان فذلك أمر وجداني لا يمكن ان يتغاضى عنه الإسلام، ولذا نراه قد خطط تخطيطا واسعا لتوفير الجو الصالح والمنع من التأثيرات المفرطة للغرائز،