ـ(62)ـ 30ـ وأخيراً، فإن المادة(1758 تدعو إلى حرية التبليغ، وإذاعة المعلومات في وسائل الأعلام ضمن الأطر والموازين الإسلامية. وختاماً نقول: أننا لم نعط هنا إلاّ لمحات من الجوانب الإسلامية في الدستور الإسلامي. فإذا اشئنا التوسع كان علينا أن ندرسه عموماً وبتوسع لنكشف كيف تسري روح الإسلام فيه، وكيف يكتسب شكله وقالبه العام من القرآن الكريم والسنة الشريفة. ثالثاً: التوازن بين القيادة المشبعة بالإسلام والشورى الشعبية. أسلوب الحكم في الإسلام: ليس الحكم في المنظار الإسلامي قائماً على أساس طبقي، أو سلطوي فردي أو جماعي، وإنّما هو تجسيد للأهداف السياسية لشعب متجانس عقائدياً وفكرياً، يقوم بتنظيم ذاته من أجل أن يشق طريقه ـ في مسيرة التحول الفكري والعقائدي ـ نحو الهدف النهائي(وهو التحرك نحو الله). أن شعبنا استطاع من خلال تيار التكامل الثوري، أن ينظف نفسه من الغبار والصدأ الطاغوتي، وأن يطهّر ذاته من اللقائط الفكرية الدخيلة، وأن يعود إلى المواقع الفكرية، والرؤية الحياتية الإسلامية، وهو الآن بصدد بناء المجتمع النموذجي(الأسوة) على أساس الموازين الإسلامية، وعلى هذا الأساس فإن رسالة(الدستور) هي ان يحول كل الخلفيات العقائدية للثورة إلى وقاع خارجي، وان يخلق الظروف المساعدة لتربية الإنسان على أساس قيم الإسلام السامية الشاملة. وبملاحظة المضمون الإسلامي للثورة الإيرانية التي كانت في الحقيقة حركة نحو انتصار المستضعفين كافة على المستكبرين كافة، فإن الدستور يوفر أرضية ديمومة هذه الثورة في داخل الوطن وخارجه، وخاصة في تكثيف العلاقات الدولية، ويسعى مع بقية الحركات الإسلامية والجماهيرية، إلى بناء الأمة العالمية الواحدة: ? إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً