وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(543)ـ في منامه"(1). ولا شكّ أنّ الرؤيا التي هي من أساليب الوحي تختلف عمّا يراه عامّة الناس في منامهم مهما صدقت ومهما كانت من الوضوح بمكان، فإنّ رؤيا الوحي يفترض أنّ يحصل بها اليقين للرائي أنّها من الأوامر والخطابات الإلهية، ألا ترى كيف أقدم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه إسماعيل امتثالاً للرؤيا، وكيف عدّها إسماعيل أمراً إلهياً فقال: ?... يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ...?(2). ولئن كانت الرؤيا مرحلة من مراحل الوحي ودرجة من درجات النبوّة التي عبر عنها القرآن الكريم حيث قال: ?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ?(3). فإنّ الرؤيا لم تنقطع عنه بعد نزول جبرائيل على قلبه وبعد أنّ نزل عليه الوحي المباشر - كما سيأتي - فإنّ القرآن الكريم يشير إلى حصول ذلك فيما بعد أيضاً، قال تعالى: ?وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إنّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا?(4). ?لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إنّ شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا?(5). ?إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إنّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ?(6). هذه كانت المرحلة الأولى، وأمّا المرحلة الثانية فكانت مرحلة نزول الوحي بواسطة جبرائيل عليه السلام على قلبه صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ قال تعالى: ?نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ $ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ?(7). ?قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ?(8). _______________________________________ 1 ـ الكافي 1: 176، المجلسي. 2 ـ سورة الصافات: 102. 3 ـ سورة البقرة: 253. 4 ـ سورة الإسراء: 60. 5 ـ سورة الفتح: 27. 6 ـ سورة الأنفال: 43. 7 ـ سورة الشعراء: 193 - 194. 8 ـ سورة البقرة: 97.