ـ(541)ـ خطاب الملائكة ?قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ...?. ومن الواضح أنّ هذه الأغراض لم تكن رسالية، ولم يلزم من نزول الملائكة فيها نبوّة المنزّل عليهم. وقد عبر القرآن الكريم في بعض الموارد عن الأوامر التكوينية أو التدبيرية بالوحي أيضاً، كما في قوله تعالى: ?فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ?(1). وقال: ?يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا $ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا?(2). وورد أيضاً التعبير به عن إيداع الأمور الفطرية والغريزية لدى الحيوانات وإلهامها ما ينبغي لها، كما في قوله تعالى: ?َأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أنّ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ?(3). كما أنّ إبلاغ الأوامر إلى الملائكة وحي أيضاً في نصّ القرآن الكريم، قال تعالى: ?إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ?(4). وقد استفدنا من مجموع هذه النصوص والموارد أنّ الوحي الإلهي لا يختصّ بالأُمور الرسالية ولا يلازم النبوّة، بل يتعدّى إلى كثير من الأغراض والموارد الأخرى؛ نعم النبوّة لا بدّ فيها من الوحي الذي هو من مقتضيات السفارة وأسلوب الارتباط والاتصال بربّ العزّة. وقد تأكّدت مسألة عدم التلازم بين ظاهرة الوحي والنبوّة من خلال الأمثلة القرآنية المتقدمة، ونكتفي بها عن خوض غمار النصوص الواردة في السنّة الشريفة. _______________________________________ 1 ـ سورة فصلت: 12. 2 ـ سورة الزلزلة: 4- 5. 3 ـ سورة النحل: 68. 4 ـ سورة الأنفال: 12.