وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(539)ـ فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إنّه عَلِيٌّ حَكِيمٌ?(1). وظاهر هذه الآية الكريمة أنّ أساليب خطاب البارئ عزّ وجل للناس ثلاثة: أولاً: التكليم وحياً. ثانياً: التكليم من وراء حجاب. ثالثاً: إرسال الرسول ليوحي بأذن الله سبحانه لذلك البشر ما يشاء. وظاهر الآية المقابلة بين الأنحاء الثلاثة وهو يقتضي المغايرة، وعليه فإنّ الأسلوب الأول ينحصر بالتكليم الخفي من دون صوت ولا واسطة، وهو يتحقّق بالإلهام والقذف في القلب، وأما الثاني فهو ما حصل مع موسى عليه السلام عندما كلّمه الله سبحانه وتعالى، وإنّما أطلق عليه أنّه من وراء حجاب باعتبار توسّط الصوت دون رؤية المصدر، فكأنّ المصدر مختفٍ وراء حجاب، وهذا ضرب من التشبيه والاستعارة، والله سبحانه وتعالى احتجابه عن خلقه ليس كاحتجاب الشمس والقمر، واحتجاب البشر وغير ذلك ممّا يمكن ظهوره للعيان ورؤيته، إذ إنّ احتجابه تعالى لتنزّه ذاته عن مشاكلة مخلوقاته. وتكليم الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام وغيره من وراء حجاب لم تطلق عليه الآية اسم الوحي، لكنّه داخل في المعنى اللغوي لـه، وأطلق عليه اسم الوحي في الأخبار، واختصاص النحو الأول بالاسم هنا ربما كان لأنّه أشد خفاءً من الثاني، فهو بالنسبة إليه مختص باسم الوحي. ولذا أطلق على إيحاء الملك المرسل إلى الأنبياء اسم الوحي، مع أنّه قد يكون بالصوت دون الصورة وقد يكون بالصوت والصورة أيضاً، فملاحظة الخفاء أمر نسبي قد يلاحظ بالنسبة لغير النبيّ، وقد يلاحظ بالنسبة لبعض حواس النبيّ دون بعض. _______________________________________ 1 ـ سورة الشورى: 51.