ـ(537)ـ ?نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ $ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ?(1). الثالث: الرؤيا في المنام؛ فإنّ "رؤيا الأنبياء وحي"(2). كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام، وورد عن عبيد بن عمير مقطوعاً(3).، وقد ورد لهذا الأسلوب من الوحي في القرآن الكريم شواهد عدّة؛ منها قوله تعالى في قصّة إبراهيم: ?فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إنّ شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ $ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ $ وَنَادَيْنَاهُ أنّ يَا إِبْرَاهِيمُ $ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ?(4) فقول إسماعيل عليه السلام: ?... يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ...? يكشف لنا أنّ رؤياه تلك كانت وحياً وأمراً إلهياً بُلّغ إياه عن طريق الرؤيا، فالأوامر الإلهية قد تبلّغ للأنبياء عن طريق المنام، وما كان إبراهيم ليقدم على ذبح ولده لمجرّد رؤيا ما لم تكن تلك الرؤيا وحياً وأمراً إلهياً لازماً بالنسبة إليه. الرابع: الإلهام، وهو أحد أساليب الوحي الرسالي، وقد يعبّر عنه بالإلقاء في الروع، وهو بلا شكّ مغاير لما يصطلح عليه الناس من الإلهام، فقد يعبّرون بأنّ فلاناً ملهم، وأُلهمت القيام بالأمر الفلاني إذا وجد في نفسه الدافع نحو ذلك، ومهما يكن فهو هنا يجد أنّ القرار والتصميم كان بيده وأنّ الفكرة وليدة نفسه، وقد لا يحصل لـه اليقين بالنتيجة. على خلاف الوحي الإلهامي الذي لا يغاير بقيّة أنحاء الوحي من حيث النتيجة ومن حيث اليقين والاطمئنان بمصدر الإلهام، وإن غايرها من حيث الأسلوب والشكل؛ _______________________________________ 1 ـ سورة الشعراء: 193 - 194. 2 ـ بحار الأنوار 11: 64، المجلسي. 3 ـ الجامع الصحيح، الباب الخامس من أبواب الوضوء 1: 44، البخاري. 4 ـ سورة الصافات: 102 - 105.