ـ(535)ـ الوحي الرسالي: من المعروف أنّ الوحي هو وسيلة الاتصال بين البارئ عزّوجلّ وسفرائه وبين خلقه، فعن طريقه يتمّ تلقّي المعارف والأحكام وغير ذلك من شؤون الرسالة، ولأجله أطلق عليه الوحي الرسالي تمييزاً لـه عن الوحي الذي لا يتضمّن شأناً رسالياً. والوحي الرسالي النازل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يأتي لأغراض عدّة ومضامين شتّى، فمنها: الذكر الحكيم والقرآن الكريم الذي هو نصّ كلام الله سبحانه وتعالى المنزّل على رسوله بهذا الاسم، وهو المتّصف بالإعجاز، والوحي النازل به قد يختصّ باسم الوحي القرآني. ومنها: تأويل وتفسير كلام الله تعالى الوارد في القرآن الكريم. ومنها: ما يطلق عليه اسم الأحاديث القدسية التي لا تدخل في الوحي القرآني. ومنها: تفاصيل الشريعة وأحكامها ومعارفها وما يتعلّق بها. ومنها: ما يرتبط بشؤون الإمامة والتدبير وأخبار العالم والمغيّبات ممّا يشكّل دائرة علوم الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما يحتاجه في مهمّته القيادية والإصلاحية على مستوى عمر الدّنيا؛ قال تعالى: ?لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ $ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ?(1). ولا شكّ أنّ تنزّل الملائكة في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليه، و?كلّ أمر?يشمل جميع هذه الشؤون والأغراض. فالوحي القرآني - إذن - هو أحد تلك الأغراض فقط وليس كلّ وحي _______________________________________ 1 ـ سورة القدر: 3 - 4.