وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(205)ـ ولعل توثيق هؤلاء والدفاع عنهم كما هو عند الذهبي(1) منشؤه البناء على اطمئنان بعض الصحابة للنقل عنهم وتأثرهم بمثل تلك الروايات الإسرائيلية كعبدالله بن عباس وأبي هريرة فرووها عن علماء اليهود ممن يثقون به، وتلجئهم الحاجة إلى الاستعانة به، فيسألونه عمّا لم يرد لـه تفسير من القرآن أو السنّة فيجيب "بما لم ينزل الله به سلطاناً فيحرّف الكلم عن مواضعه ولا يبلغ الحقّ نصابه"(2) وربما تكون الإسرائيليات في تفسيره التي أكد وجودها أكثر الباحثين(3) هي أقل منها في تفسير غيره من الصحابة وبهذا لا يمكن نفيها عن تفسيره كما ادّعاه بعضهم(4)، وإذا صحّ هذا الافتراض فيمكن دفعه على أساس أن هذه الإسرائيليات غير متعلقة بالأحكام الفرعية الشرعية التي يمكن تركها بحال إذ هي غالباً ما تدور على تعيين أسماء وأمكنة وبقاع لم يفصح عنها القرآن الكريم ولم تبينها السنّة حتى عادت كالأسرار التي لا تعرف إلاّ من الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل، وقد كان بعض الصحابة يتشوقون إلى معرفة تلك الأسرار وإن كان مصدرها أهل الكتاب، قال ابن خلدون: "إن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنّما غلبت عليهم البداوة والأُمية، وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء ممّا تتشوّق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدون منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى"(5)، وقد جُعل ذلك من الأسباب التي أدّت إلى كون الآثار المنقولة عن السلف تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود كما هو واقع الحال في كثرة الروايات ________________________________ 1ـ التفسير والمفسرون، الذهبي: 184 وما بعدها. 2ـ المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 55، الصغير. 3ـ مناهج في التفسير: 37، الصاوي الجويني، وقصة التفسير: 28، الشرباصي، ومذاهب التفسير الإسلامي: 85، جولدزيهر، وتاريخ الأدب العربي 4: 7، كارل بروكلمان، والتفسير والمفسرون 1: 73، الذهبي. 4ـ مثل الدكتور عبد الكريم عبد الجليل في كتابه لغة القرآن الكريم: 441. 5ـ المقدمة: 279، ابن خلدون.