وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد رأينا أثر ذلك في التاريخ، أما أثره في الحديث فكثير أيضاً، نطرقه هنا بإيجاز من خلال ثلاثة أبعاد: البعد الأول ـ في العقائد: لقد ظهرت في هذا العهد ومجاراة للسياسة الأموية عقيدتان، هما: القول بالجبر، والقول بالإرجاء، وفي مقابل القول بالجبر ظهرت عقيدة مناقضة تقول بالتفويض، أما الإرجاء فكان يقابل قول الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة، فظهر بين القولين القول بالمنزلة بين المنزلتين. وفي لجة النزاع ظهر كثير من الحديث الموضوع تدعم به كلّ طائفة أقوالها وتهدم به أقوال خصومها، وهذا ظاهر في أدنى مراجعة لكتاب اللآلئ المصنوعة مثلاً. وقد كان الخوارج أكثر صراحة حين قال قائلهم: كنا إذا كان لنا هوى في شيء جعلناه حديثاً. البعد الثاني ـ في الفضائل: وهذا البعد قد أولته الدولة الأموية اهتمامها منذ البداية حيث مثل جزءاً مهماً في سياستها وفق برنامج محكم ثم عبر مراحل، وقد حفظ لنا التاريخ صورة هذه المراحل عن غير واحد من الأئمة الثقات، ومنهم الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ والمدائني، ونفطويه، وقد عين المدائني خاصة تلك المراحل فقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: «أن برئت الذمة ممن روى شيئاً في فضل أبي تراب وأهل بيته». هذه هي أولى مراحل المشروع الجديد. قال: «وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة».