وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نستطيع أن نقف أمام حقائق الدين والتاريخ وقفة حياد تام كما نقف أمام الظواهر الكونية والنظريات العلمية في الفيزياء والكيمياء والفلك وطبقات الأرض. لماذا نقف أمام العلوم التجريبية بحيادٍ تامّ، فيما لا نعرف شيئاً من ذلك الحياد تجاه المفاهيم الدينية والحقائق التاريخية؟ لم يكن السّر في ذلك هو اختلاف طبيعة الحقائق الدينية والتاريخية عن طبيعة الحقائق التجريبية، إنّما السر في أننا قد تبنينا مواقف مسبقة تجاة القضايا الدينية والتاريخية، وهذه المواقف المسبقة هي التي تتحكم في طريقة تلقينا للقضايا والحقائق... بينما لم يكن نفس الموقف تجاه القضايا التجريبية. ومن مزايا هذه المواقف المسبقة أنها أضفت صفة القداسة على كثير من المفاهيم والأشخاص، وهذه القداسة تقف سدّاً منيعاً دون تقبّل أيّة حقيقةٍ تهدم تلك المواقف المسبقة وتنال من هذه القداسة ! هذا مع أن المنهج الذي رسمه الإسلام للحوار والبحث العلمي قد الغى أي نوع من القداسة للمفاهيم وللأشخاص، وفتح أبواب البحث العلمي حتّى حيال اقدس المبادئ والمفاهيم، إلاّ وهو مبدأ التوحيد. فحين رد القرآن الكريم على الّذين جحدوا مبدأ التوحيد لم يصدمهم أولاً بالقداسة، ولم يهول عليهم التشكيك حتّى أتى بالحجة والبرهان القاطع. قال تعالى:?...وما كان معه من إله إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض...?(1). فبعد أن قدّم البرهان العلمي الثابت حقّ لـه أن يبدي ما لهذا الأمر من قداسة، فقال: ?... سبحان الله عما يصفون.عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون?(2). ومثل هذا الأسلوب جاء أيضاً في قوله تعالى: ?أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما إلهة إلاّ الله لفسدتا...? وبعد هذا البرهان القاطع قال: ?فسبحان