وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

البرهان الثالث: ?قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً?(1). «قال أكثر المفسرين: معنى قولـه: ?... إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً? أي لطلبوا سبيلاً إلى معازة مالك العرش ومغالبته ومنازعته فإن المشتركين في الإلهية يكونان متساويين، في صفات الذات، ويطلب أحدهما مغالبة صاحبه ليصفو له الملك»(2). «وبعبارة أخرى: الذي يقول به المشركون أن هناك آلهة دون الله يتولون جهات التدبير في العالم على اختلاف مراتبهم، والواحد منهم رب لما يدبره، كإله السماء وإله الأرض، وإله الحرب، وإله قريش. وإذا كانوا شركاء من جهة التدبير لكل واحد منهم الملك على حسب ربوبيته والملك من توابع الخلق الذي يختص به سبحانه حتّى على معتقدهم، كان الملك مما يقبل في نفسه أن يقوم به غيره تعالى ـ وحب الملك والسلطنة ضروري لكل موجود ـ كانوا بالضرورة طالبين أن يتنازعوه في ملكه وينتزعوه من يده حتّى ينفرد الواحد منهم بالملك والسلطنة ويتعين بالعزة والهيمنة تعالى الله عن ذلك. ونقل عن بعض قدماء المفسرين كمجاهد وقتادة، أن المراد من ابتغائهم سبيلا إلى ذي العرش طلبهم التقرب والزلفى منه لعلوه عليهم، وتقريب الحجة: أنّه لو كان معه آلهة كما يقولون لطلبوا التقرب منه تعالى والزلفى لديه لعلمهم بعلوه وعظمته، والذي كان حاله هذا الحال لا يكون إلها فليسوا بآلهة. ولا يتلائم مع قولـه بعد ذلك ?سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيراً? فإنه ظاهر في أن لقولهم في ثبوت الآلهة المستلزم لابتغائهم سبيلاً إلى الله محذوراً عظيماً لا تحتمله ساحة العظمة والكبرياء مثل كون ملكه في معرض ابتغاء سبيل إليه وتهاجم غيره