وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

براهين وحدانيته تعالى: إلى هنا فرغنا عن البحث حول أسس التوحيد ومراحله، وتبين أن المرحلة الأولى هي الأساس لغيرها من المراحل، فالتوحيد في الربوبية والخالقية من شؤون التوحيد في الألوهية، كما أن التوحيد في العبودية نتيجة لما تقدمها من المراحل الثلاث، فينبغي أن نبحث الآن حول براهين وحدانيته سبحانه، وإذا اتضح مما تقدم البرهان على مسألة التوحيد في العبادة، فلنركز البحث هنا على التوحيد في الألوهية وتابعيه. البرهان الأول: قال سبحانه: ?لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا...?(1). «تقرير الاستدلال بوجهين: الأول: مبني على كون المراد بفساد السماء والأرض بطلان وجودهما وعدم تحققهما رأساً فيقال: لو وجد إلهان ـ ويتصفان لا محالة بصفات الألوهية من العلم والقدرة والإرادة وغير ذلك ـ فإذا قصد إيجاد مقدور معين، فوقوعه إما أن يكون بهما فيلزم مقدوراً بين قادرين مستقلين، بمعنى استقلال كلّ منهما بإيجاده، وهو محال. وإما أن يكون بأحدهما، فيلزم الترجيح بلا مرجح، لان المقتضي للقادرية ذات الإله وللمقدورية إمكان الممكن، فنسبة الممكنات إلى الإلهين المفروضين على السوية من غير رجحان»(2). الثاني: «مبني على أن يكون المراد من فساد الأرض والسماء، اختلال النظم والسنن الحاكمة عليهما، فيقال: لو فرض للعالم آلهة فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتاً، متباينين حقيقة وتباين حقائقهم يقضي بتباين تدبيرهم فتتفاسد التدبيرات وتفسد السماء والأرض، لكن النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها، فليس للعالم