وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هو حفظ نظام العالم، وضبط تصرف الناس فيه على وجه يعصم من التفاسد والتهالك، وغرضها إقامة نظام الأمة على وجه تكون به قوية مرهوبة الجانب مطمئنة البال. ذلك أنها تقدم للأمة نظاماً يقوّي شوكتها، ويدعم عزّتها، ويجعل لها من المنتسبين إليها ولاة يسوسون مصالحها، ويقيمون العدل فيها، وينفذون أحكامها. وأهم المقاصد لتهيئة إقامة الشريعة وتنفيذها بثّ علومها، وتكثير وعلمائها وحملتها، بمقدار مايسد حاجتها ويكفي مهماتها. فهذا هو العمل الأساس في مواجهة كل انحراف عن الدين، أو تغيير حقائقه مما يحصل بسبب التحرر من مصادره، وسوء التأويل لأَحكامه ومقاصده. ومن مقاصد الشريعة تغيير الأحوال الفاسدة وإعلان فسادها وتقرير الأحوال الصالحة المسماة بالمعروف مما يتبعه الناس. وفي هذه المواجهة نفي لاتباع الهوى وصرف النفس عن الشهوة والانقياد لها فيما تدعو إليه من معصية الله عزوجل (يا أيُّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرَّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)( )، (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصّابرين)( ). فتحدي المسلمين كان بإبطال الحق بينهم، وبالنزوع بالناس إلى الباطل، وبنشر كل صور الانحلال والتفسخ. وإن مواجهة ذلك تكون قطعاً بالرجوع إلى الدين والاهتداء بأصوله، والسير على منهجه، وسلوك طرق الخير والسلام التي دعا إليها الله. فالتشريع الإسلامي في المرحلة الأولى من مراحلة كان علاجاً لما كان عليه الناس من مفاسد اعتقاديه وخلقية وعلمية. فوضع الله لذلك دستوراً محكما، يسير على هديه عباد الله المؤمنون الذين أسلموا، ويكشف للناس طُرق إصلاح الحياة العملية وتنظيمها ليسعدوا في حياتهم، كما ضبط لهم أحكاماً في أحوالهم الشخصية وحياتهم المدنية، وفي معاملاتهم، وفي تصرف الأوضاع بهم بين حالي السلم والحرب (ما فرّطنا في الكتاب من شيء)( )، (الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّي الّذي يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلُّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال الّتي كانت عليهم( ). أما القسم الثاني من التحدي للمسلمين فهو تعجيز وإلزام للناس كافة بما يعتبره المتحدي رقياً وتقدماً لا يستطيع كثير من الناس بلوغه، ولا التوصل إليه، أو لا يقدر على التخلص منه، ولا الخروج عن هيمنته وسلطانه غير أهل العلم بمختلف مجالات الحياة السياسية وبعلمي