وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

خاصة. وعلى أثر هذا المنحى تكونت هوة عميقة بين مفسري ظاهرة العولمة. هل العولمة عملية (Process) أم أنها مشروع (Project) يوجّه من قبل القوى العالمية الكبرى ؟ إن معالجة العولمة بوصفها مشروعاً محدد الملامح ابتداءً، تسبب في ظهور مفهوم آخر أطلق عليه في الفارسية إسم "جهاني سازي" بمعنى بناء العالمية الذي يعد وفق هذه الرؤية آخر مراحل الرأسمالية، وظاهرة بديلة لبرامج نظير "التحديث" و"التنمية"، وهي في الوقت ذاته منحة جديدة يقدمها العالم الإستكباري والإستعماري للبشرية اليوم. في هذا التفسير وكما في المفهومين السابقين، يتجلى بكل وضوح دور ومكانة الإتصالات ووسائل الإعلام في عولمة أفكار الجماعة المهيمنة على هذا المشروع، مع فارق أن الذي يسبب تكوين ظاهرة العولمة، هو علاقة ثنائية تتشكل مباشرة بين جانبين وضمن مناخ سليم، أما "بناء العالمية" فيعتمد بشكل أساس على الإتصالات ووسائل الإعلام العامة التي تفصل بين جانبي العلاقة، مبدلة إياها إلى علاقة أحادية، ومفضية في الواقع إلى قطع جسور العلاقة وغياب التواصل. إن وسائل الإعلام Mass Media العالم المعاصر، هذه العفاريب الدجالة الأحادية الأعين والأحادية الإتجاه التي تقطع ميلاً واحداً في كل خطوة، وتطوي الأرض تحت أقدامها، ظهرت إلى الوجود في ظل هيمنة جيش السفياني المعاصر (الصهيونية) وسط انعدام الإتصالات الحقيقية بين الناس، هاتفة بأعلى صوتها وبالشكل الذي يسمع بها العالم شرقه وغربه (أنا ربكم الأعلى). ما يستشف أنه جدير بالإهتمام الخاص اليوم على صعيد تحليل عملية أو مشروع العولمة، هو دور هذه الوسائل الإعلامية في تسهيل بناء العالمية وتيارها وتكريس قدرات الصهيونية عن طريق إشاعة الفكر الليبرالي الديمقراطي الغربي في كل العالم كثوب جديد يصمم على قامة الإستكبار الخفية. ولا مراء أن أبرز تجليات الهيمنة الصهيونية على وسائل الإعلام هذه، تتبلور في الظاهرة التي تسمى "صناعة هوليوود السينمائية" والتي ملأت الدنيا وشغلته منذ عدة عقود. قبل الإنتقال إلى تحليل هذه الظاهرة من زاوية الدراسات الثقافية والإتصالاتية وبالتركيز على الدور المتميز لوسائل الإعلام العامة، لا بد من الإشارة إلى مصطلح آخر هو المفهوم الذي يمكن تسميته بـ "بناء العالم". فبأطلالة خاطفة على أحداث العقد المنصرم، لا سيما السنوات والأشهر الأخيرة، يلوح أن الإستكبار العالمي وبعد تخطيه الصيغ والأطوار المتنوعة والمتعددة من الإستعمار والإمبريالية والهيمنة على سكان العالم، منذ اجتياحه الأراضي المكتشفة ونهبها وتأسيس حكومات عميلة له فيها، وحتى مرحلة تجريب الإستعمار العلمي في الجامعات الغربية،