@ 222 @ عن ابن الوراق وتفقه بأبي العباس بن مسعدة قاضي طرطوشة وأخذ العربية والآداب عن أبي محمد بن السيد وأبي بكر اللباتي وأبي محمد عبد الله بن فرج السرقسطي وروى الحديث عن أبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن نافع وأبي عبد الله بن زغيبة وصحب أبا القاسم بن ورد وحكى أبو العباس بن اليتيم أنه أخذ القراءات أيضا عن الصدفي عن أبي طاهر بن سوار وسمع من أبي العرب الصقلي الشاعر أدب الكتاب لابن قتيبة لقيه بطرطوشة وقد قارب المائة في سنه فقرأ عليه وكان يرويه بعلو عن أبي بكر بن البر عن أبي يعقوب بن خرزاذ النجيرمي عن أبي الحسين المهلبي عن القاضي أبي جعفر بن قتيبة عن أبيه أبي محمد وهو سند عزيز الوجود وهذا أعلى من الإسناد المتقدم في باب إسماعيل من طريق أبي الطاهر البرقي عن النجيرمي وقد قرأه ابن عريب علي بن السيد وأجاز له أبو محمد بن عتاب وأبو بحر الأسدي وابن أخت غانم وغيرهم وتصدر لإقراء القرآن ببلده وولي الخطبة بجامع وأقرأ أيضا بسرقسطة في مجلس شيخه ابن الوراق ثم انتقل إلى المرية فأقرأ بجامعها وقدم للخطبة به إلى أن خرج منها قبل الأربعين وخمسمائة وكان شيخنا أبو محمد بن غلبون يقول إنه خرج منها لما دخلها النصارى يعني في سنة اثنتين وأربعين فاستوطن مرسية وتصدر أيضا للإقراء بها وقدم للصلاة والخطبة بجامعها وانفرد في وقته بطريقة الإقراء وأخذ عنه الناس وكانت له حلقة عظيمة وكان ربما علم بالعربية والغالب عليه التجويد والتحقيق والإفادة للقرأة وحسن التفهيم مع التواضع لهم ولين الجانب والصلاح الكامل حدثنا عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن واجب وأبو محمد بن غلبون مولده بطرطوشة في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وأربع مائة وتوفي بمرسية ضحى يوم السبت لثمان عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن لصلاة العصر منه بالجامع الأقدم تحت صومعته وهو ابن ست وثمانين سنة وصلى عليه أبو القاسم بن حبيش وكانت جنازته مشهودة والثناء عليه جميلا قال أبو القاسم بن البراء وشهدتها فما رأيت أكثر باكيا منها ذكره ابن عياد وابن سفيان وغيرهما .
738 حسين بن غالب بن سليمان بن حسين القيسي من أهل مالقة يكنى أبا علي