[ 10 ] نصر: قال أبو عبد الله، عن سليمان بن المغيرة، عن على بن الحسين: خطبة على بن أبى طالب في الجمعة بالكوفة والمدينة: " إن الحمد لله، أحمده (1) وأستعينه وأستهديه، وأعوذ بالله من الضلالة. من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، انتجبه (2) لأمره، واختصه بالنبوة، أكرم خلقه وأحبهم إليه، فبلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وأدى الذى عليه. وأوصيكم بتقوى الله، فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله وأقربه لرضوان الله، وخيره في عواقب الأمور عند الله. وبتقوى الله أمرتم، وللإحسان والطاعة خلقتم. فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه، فإنه حذر بأسا شديدا. واخشوا الله خشية ليست بتعذير (3)، واعملوا في غير رياء ولا سمعة، فإن من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل له، ومن عمل لله مخلصا تولى الله أجره. وأشفقوا من عذاب الله، فإنه لم يخلقكم عبثا، ولم يترك شيئا من أمركم سدى، قد سمى آثاركم، وعلم أعمالكم، وكتب آجالكم. فلا تغروا بالدنيا فإنها غرارة بأهلها، مغرور من اغتر بها، وإلى فناء ما هي. وإن الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون. أسأل الله منازل الشهداء، ومرافقة الأنبياء، ومعيشة السعداء، فإنما نحن له وبه ". ثم إن عليا عليه السلام أقام بالكوفة، واستعمل العمال. ________________________________________ (1) ح: " الحمد الذى أحمده ". (2) في اللسان: " انتجب فلان فلانا، إذا استخلصه واصطفاه اختيارا على غيره ". ح: " انتخبه ". والانتخاب بالخاء: الاختيار. (3) التعذير: التقصير مع إظهار الاجتهاد. وفي الحديث: " جاء بطعام جشيب فكنا نعذر "، أي نقصر ونظهر أننا مجتهدون. (*) ________________________________________