[ 45 ] ولم يقتل منا إلا عشرة. والله در من قال: [ ياليت في الاحياء شخصك حاضر * وحسين مطروح بعرصة كربلا ] [ عريان يكسوه الصعيد ملابسا * أفديه مسلوب اللباس مسربلا ] [ متوسدا حر الصخور معفرا * بدمائه ترب الجبين مرملا ] [ ظمآن مجروح الجوارح لم يجد * ماء سوى دمه المبدد منهلا ] [ ولصدره تطأ الخيول وطالما * بسريره جبريل كان موكلا ] [ عقرت أما علمت لاي معظم * وطأت وصدر غادرته مفصلا ] [ ولثغره يعلو القضيب وطالما * شرفا له كان النبي مقبلا ] [ وبنوه في أسر الطغاة صوارخا * ولهاء معولة تجاوب معولا ] [ ونساؤه من حوله يندبنه * بأبي النساء النادبات الثكلا ] [ يندبن أكرم سيد من سادة * هجروا القصور وآنسوا وحش الفلا ] [ بأبي بدورا في المدينة طلعا * أمست بأرض الغاضرية آفلا ] [ نزحت عن عقر دارهم أيدي العدى * بأبي الفريق الظاعن المترحلا ] [ ضاقت بهم أوطانهم فتبوأوا * شاطي الفرات عن المواطن موئلا ] [ ظفرت بهم أيدي البغاة ولم أجد * وأبيك تقتنص الكلاب الاشبلا ] [ منعوهم ماء الفرات ودونه * بسيوفهم دمهم يراق محللا ] [ هجرت رؤوسهم الجسوم فواصلت * زرق الاسنة والوشيج الذبلا ] [ يبكي أسيرهم لفقد قتيلهم * أسفا وكل في الحقيقة مبتلى ] [ هذا يميل على اليمين معفرا * بدم الوريد وذا يقاد مغللا ] [ ومن العجائب أن تقاد أسودها * أسرى وتفترس الكلاب الاشبلا ] [ لهفي لزين العابدين يقاد في ثقل * الحديد مقيدا ومكبلا ] [ أفدى الاسير وليت خدي موطئا * كانت له بين المحامل محملا ] قال الراوي: وعن جويرية بن مسهر البجلي قال: لما أقبلنا مع أمير المؤمنين (ع) من قتل الخوارج، حتى إذا قطعنا أرض بابل حضرت ________________________________________