[ 38 ] يمينه طائعا، ثم نكث بيعتي، أللهم فعاجله بالعقوبة ولا تمهله، وان الزبير بن العوام قطع قرابتي، ونقض عهدي، وظاهر عدوي، ونصب لي الحرب وأنت تعلم أنه ظالم لي، فاكفه كيف شئت وأنى شئت. ثم أنه أعطى الراية ابنه محمد بن الحنفية، وجعل على الميمنة ابنه الحسن، وعلى الميسرة ابنه الحسين، وعلى الخيالة عمارا، وعلى الرجالة محمد بن أبي بكر، وعلى المقدمة عبد الله بن العباس، فجعل أهل البصرة يرمون أصحاب أمير المؤمنين حتى عقروا بنبلهم جماعة. فقالوا: ما انتظارك بهؤلاء وقد عقرونا بنبلهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال (ع): أللهم اشهد أني قد أعذرت وأنذرت، فكن لي عليهم شاهدا. ثم دعا بالمصحف فقال: من يأخذ ويدعو هؤلاء إلى ما فيه ؟ فأخذه مسلم بن عبد الله المجاشعي، فقال لهم: هذا كتاب الله بيننا وبينكم، فضربه رجل منهم على يده اليمنى فقطعها، فأخذ المصحف بيده اليسرى فقطعت، ثم احتضنه فما زال يضرب عليه حتى قتل رضوان الله عليه. ثم أمر أمير المؤمنين (ع) ابنه محمد أن اقتحم، فحمل الراية وظل يضرب ويطعن حتى أعجب أباه، فرجع محمد رضي الله عنه وحمل أمير المؤمنين، فما زال يضرب بالسيف حتى انحنى سيفه، فوقف يسويه بركبته، فقال له أصحابه: نحن نكفيك يا أمير المؤمنين فلم يجب، وحمل ثانية، فجعل يضرب قدما قدما حتى التوى السيف، فرجع يسويه بركبته وهو يقول: والله ما أريد بذلك إلا الله والدار الآخرة، ثم التفت إلى ولده محمد بن الحنفية: فقال هكذا فاصنع يا بني. ثم اشتبك العسكران واقتتلوا قتالا شديدا حتى احمرت الارض بالدم، وصار هودج فلانة كالقنفذ من كثرة النبال، وقطع على خطام جملها ثمان وتسعون كفا مخضبا، وما زالت الحرب على ساقها حتى عقر جملها. فقال أمير المؤمنين (ع) لاصحابه: ادفعوه فإنه شيطان، فدفعوه وقد قتل طلحة ثم ________________________________________