[ 32 ] له إن أهل المشرق أرسلوا مالا فوصله خفية، فإن لم يقسمه على الفقراء والمساكين فضحته، قال سلمان: فمضيت إلى عمر وأخبرته فقال لي: من أخبر عليا وقد جاء في جوف الليل ؟ فقال سلمان: أما علمت أن عليا يعلم من علم الله تعالى، فقال عمر: بل هو ساحر، فلا عليك أن تتركه وتواليني أكرمك، فقال سلمان (رض): ويلك يا عمر لو أن الدنيا قبضتك، وخيرتني بينها وبين شعرة واحدة من رأس علي بن أبي طالب (ع)، لما اخترتك، أما علمت أنه إمام المتقين، ويعسوب الدين، وولي الجبار، ووصي سيد الابرار ؟ فقال عمر: لا تخبره بما صار بيني وبينك، وقل له إن عمرا سامع مطيع لله ولك. قال سلمان: فلما رجعت إلى أمير المؤمنين أخبرني بما جرى حرفا، والله در من قال: [ يا نبي الوحي والكتاب وطة * والمثاني وما حوى السورات ] [ في هواكم وهجو شأن قلاكم * ألسن المدح والهجا قاصرات ] [ كيف يحصي الثناء سطور طروس * نمت وشى بردها فقرات ] [ أو يحيط القريش منكم بوصف * وعليكم تنزلت آيات ] وفي الخصال: أن عمرا أمر عثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أن يدخلوا بيتا ومعهم أمير المؤمنين، ويغلقوا عليهم الباب يتشاورون فيما بينهم في أمر الخلافة، وأجل لهم ثلاثة أيام، فإن توافقوا وأبى واحد منهم يقتلوه، زعم أن عليا يأبي فيقتلوه، فلما توافقوا على عثمان قال أمير المؤمنين (ع): ألا تسمعون مني قولا، فإن يكن حقا فاقبلوه، وإن يكن باطلا فاتركوه، فقال أمير المؤمنين: أنشدكم الله هل فيكم أحد زوجه الله تعالى فاطمة سيدة نساء العالمين غيري ؟ قالوا: أللهم لا، قال: هل فيكم أحد إبناه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا: اللهم لا، قال: هل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن ومنسوخه غيري ؟ قالوا: اللهم لا، قال: هل فيكم أحد قال فيه رسول الله: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه ________________________________________