[ 13 ] فيفروا، ويفرط على علي بن أبي طالب ما دبره في هلاك أعداء الله وأعداء رسوله، فأوعز للاول والثاني، أن قولا لعلي بن أبي طالب أن هذه الارض كثيرة السباع والذئاب، فالرأي أن يعلوا على الجبل، فلم يلتفت أمير المؤمنين (ع) لمقالتهما ونكس على القوم، فجرى واستأصلهم، فأنزل الله تعالى على نبيه البشارة بسورة العاديات. فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يتلقاه، فلما رآه أمير المؤمنين (ع)، ترجل لرسول الله إجلالا له، فقال رسول الله: اركب يا علي، فان الله ورسوله عنك راضيان. وفي غزاة بني المصطلق، قتل مالكا وابنه، وفر الباقون، وغنم المسلمون أموال الباقين. وفي خيبر إذ دفع الراية رسول الله لابي بكر، ففر، ثم إلى الثاني ففر، فقال (ص): لاعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، فلما كان من الغد دعا بعلي بن أبي طالب (ع) فأتى به سلمان الفارسي يقوده من الرمد، فبصق رسول الله في عينيه فما اشتكاهما، فدفع إليه الراية ودعا له، فخرج وقتل مرحبا، وفر الباقون إلى حصنهم وأغلقوه عليهم، فعالجه أمير المؤمنين (ع)، حتى قلع بابه، وكان يعالج إغلاقه وفتحه أربعون رجلا منهم، وجعله جسرا للخندق، قيل وأكمل بيده حتى اقتحم المسلمون الحصن، وأثخنوهم قتلا وغنموا أموالهم. ولله در من قال: [ أقسمت بالمشرفيات الرقاق وبالجرد * العتاق وبالعسالة الذبل ] [ وكل أبلج طعم الموت في فمه * يوم الكريهة أحلى من خبا العسل ] [ لقد نجا من لظى نار الجحيم غدا * في الحشر كل موال للامام علي ] [ مولى تعالى أن يحيط به * وصف وجل عن الاشباه والمثل ] [ لا يدرك الفكر من كلي مدحته * جزءا ويرجع عنه العقل في عقل ] [ لولا حدود مواضيع لما انتصبت * ولا استقامت قناة الدين من ميل ] ________________________________________