وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 337 ] يتمكنوا من تامين الحد الادنى من الحماية له، فيما لو أراد أن يتوسع في نشر رسالة الاسلام، وفرض هيمنة هذا الدين وسلطانه، إذا احتاج الامر إلى ذلك. وأما بعد وفاة أبي طالب رحمه الله فإن الامور قد تطورت بشكل مخيف، حتى بالنسبة إلى شخص النبي الاعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "، كما رأينا وسنرى. ثالثا: ولقد صمد أولئك الذين أسلموا سنوات طويلة في مواجهة التعذيب والظلم والاضطهاد، حتى لقد فر قسم منهم بدينه إلى بلاد الغربة، وبقي الباقون يواجهون محاولات فتنتهم عن دينهم، بمختلف وسائل القهر تارة، وباساليب متنوعة من الاغراء أخرى. وإذا استثنينا أشخاصا معدودين، كحمزة أسد الله وأسد رسوله، وبعض من كانت لهم عشائر تمنعهم (1)، فإن بقية المسلمين كانوا غالبا من ضعفاء الناس، الذين لا يستطيعون حيلة، ولا يجدون سبيلا إلا الصبر، وتحمل الاذى. وإذا فرض عليهم أن يستمروا في مواجهة هذه الالام والمشاق، دونما أمل أو رجاء ؟ فمهما كانت قناعتهم بهذا الدين قوية وراسخة ؟ فإن من الطبيعي - والحالة هذه - أن يتطرق اليأس إلى نفوسهم، ثم الهروب والملل من حياة كهذه. وقد تستميلهم بعض الاغراءات العاجلة، فيهلكون ويهلكون ؟ فإنه ليس بمقدورهم أن يقضوا حياتهم بالآلام والمتاعب. بل إن بعضهم - كما سيأتي - يهم بالعودة إلى الشرك، ويتطلب السبل لمصالحة مشركي مكة، حينما أشيع في غزوة أحد: أن النبي " صلى الله ________________________________________ (1) وحتى هؤلاء فانهم لم يسلموا من الاضطهاد النفسي والمقت الاجتماعي المر. ولربما يكون ذلك بالنسبة لبعضهم أشد من التعذيب الجسدي، تبعا لنسبة الوعي والشعور المرهف الذي كان يمتاز به بعضهم على غيره. (*) ________________________________________