وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 311 ] عليه وآله وسلم " (1). ولنا هنا وقفات، فلنقف أولا مع: دعوة سعد بن معاذ قومه: إن الدعوة إلى الله ليست مختصة بالانبياء والاوصياء بل هي شاملة لكل مكلف بحسب ما يملك من طاقات وقدرات. وهي من الامور التي يلزم بها العقل الفطري السليم، ويوجبها على كل إنسان، ولا تحتاج إلى جعل شرعي ؟ فإن العقل يدرك أن في ارتكاب المنكرات، وترك الواجبات، والانحراف في الفكر والعقيدة والسلكوك ضررا جسيما على المجتمعات وعلى الاجيال ولذلك فهو يحكم بلزوم الدعوة إلى الالتزام بالخط الفكري الصحيح، وترك المنكر، وفعل المعروف. وهذا هو - بالذات - ما يفسر لنا اندفاع سعد بن معاذ في الدعوة إلى الله تعالى، حتى انه على استعداد لقطع كل علاقة مع قومه إذا كانوا ضالين منحرفين. وان عظمة هذا الموقف لتتضح أكثر إذا عرفنا مدى ارتباط سعادة ومصير الانسان العربي في تلك الفترة بقبيلته ومدى ارتباطه بها فهوحين يضحي بعلاقاته القبلية، فإنه يكون قد ضحى بامر عظيم وأساسي في حياته وفي مصيره، ومستقبله، في سبيل دينه. وقد جاء القرآن مؤيدا لحكم العقل والفطرة هذا ؟ ففرض على كل من كان له بصيرة في امر الدين ان يدعو إلى الته قال تعالى: (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) (2). ________________________________________ (1) السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 184 وراجع تاريخ الامم والملوك ج 2 ص 90 و السيرة لابن هشام ج 2 ص 79 - 80 والسيرة الحلبية ج 2 ح ص 14. (2) يوسف / 108. (*) ________________________________________