وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 33 ] والمعراج هو ان يشاهد الرسول الاعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " بعض آثار عظمة الله تعالى، في عملية تربوية رائعة، وتعميق وترسيخ للطاقة الايمانية فيه، وليعده لمواجهة التحديات الكبرى التي تنتظره، وتحمل المشاق والمصاعب والأذايا التي لم يواجهها احد قبله، ولا بعده، حتى لقد قال حسبما نقل " ما أوذي نبي مثلما أوذيت ". وعلى حسب نص السيوطي، والمناوي، وغيرهما: " ما أوذي احد ما أوذيت " (1) ولا سيما إذا عرفنا: ان عمق إدراك هذا النبي الاعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " - وهو عقل الكل، وإمام الكل - لاخطار الانحرافات في المجتمعات، وانعكاساتها العميقة على الاجيال اللاحقة كان من شأنه أن يعصر نفسه ألما من اجلهم، ويزيد في تأثره وعذاب روحه حتى لقد خاطبه الله تعالى بقوله " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات (2) ". وأيضا، فانه بالاسراء والمعراج يفتح قلبه وعقله ليكون أرحب من هذا الكون، ويمنحه الرؤية الواضحة، والوعي الاعمق في تعامله مع الامور، ومعالجته للمشكلات. ولا سيما إذا كان لابد أن يتحمل مسؤولية قيادة الامة والعالم بأسره. وكذلك ليصل هذا النبي الأمي إلى درجة الشهود والعيان بالنسبة إلى ما أوحي إليه، وسمع به عن عظمة ملكوت الله سبحانه، ولينتقل من مرحلة السماع إلى مرحلة الرؤية والشهود، ليزيد في المعرفة يقينا، وفي الايمان رسوخا. وثالثا: لقد كان الانسان - ولا سيما العربي آنئذ - يعيش في نطاق ضيق، وذهنية محدودة، ولا يستطيع أن يتصور أكثر من الامور الحسية، أو ________________________________________ (1) راجع: الجامع الصغير ج 2 ص 144 وكنوز الحقائق، هامش الجامع الصغير ج 2 ص 83. (2) فاطر / 8. (*) ________________________________________