وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 59 ] وصرف القتل عنه مرتين بسبب دعاء أبيه (عليه السلام) من البداء، حيث روي عن الامام الصادق (ع) قوله: ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل (1) - إن ذلك - يشير إلى أن كلمة بدا لم تستعمل في معنى الاظهار أو الظهور. وإنما استعملت بمعنى: تحقيق ما علم في عالم الكون والوجود، نظير كلمة: (علم) في قوله تعالى: (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) (2). وقوله تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) (3). وقوله سبحانه: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) (4). والمقصود: ليتحقق معلومنا، ويتجسد في عالم الوجود. هذا بالنسبة للتعبير ب‍ (علم). وكلمه بدا، أيضا كذلك، فبداله، أي تحقق ما علمه في الخارج وعلى صفحة الكون. ولعل قوله تعالى: (وبدا لهم سيئات ما كسبوا) (5)، قد استعمل في هذا المعنى أيضا: أي تحقق ذلك وتجسد في الخارج. ولعل هذا المعنى أقرب من حمل (بدا) على معنى: أظهر للغير، لان هذا المعنى لا يناسب التعدية باللام لنفس الذات الالهية. فلا يصح أن يقال: بدا لله، ويكون المعنى: أظهر للغير. بل هذا غلط ظاهر. ________________________________________ (1) سفينة البحار: ج 1 ص 62. (2) الكهف: 12. (3) محمد: 31. (4) البقرة: 143. (5) الزمر: 48. (*) ________________________________________