وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 52 ] يختلف عن هذا، أو يقل عنه. وإذن، فإن آمالهم في أن يقف موقف المساوم - في يوم ما إنما هي سراب في سراب، فإن القضية قضية مبدأ وعقيدة، وليست قضية مصالح شخصية، كما يتخيلون. وقد اثبتت الوقائع صحة ذلك، حيث كان (ص) بقدم أهل بيته في الحروب، وقد ضحى بكل غال ونفيس في سبيل هذا الدين. الرابعة: إن نذر عبد المطلب هذا ربما يقال فيه: إنه غير جائز، إذ كيف جاز له التصرف في شخصية غيره إلى هذا الحد ؟ ! وهل يمكن أن يعتقد أحد بوجوب الوفاء بنذر كهذا، يكون الضحية فيه نفس محترمة أخرى، حتى ولو كانت ولدا مثل عبد الله بن عبد المطلب ؟ !. والجواب: إننا نلاحظ: أن عبد المطلب قد سار في إيمانه سيرا تكامليا (1) كما أشار إليه الحلبي حيث قال: ورفض في آخر عمره عبادة الاصنام، ووحد الله سبحانه (2). وبهذا نفسر كونه في أول أمره يسمي أبناءه ب‍ (عبد مناف) ومناف إسم صنم، و (عبد العزى) والعزى كذلك. ولكنه يترقى ويتقدم حتى يبلغ به الامر حدا من التسليم والايمان بالله، أن أرعب إيمانه هذا أبرهة صاحب الفيل، كما يذكره المؤرخون. وقد أشبه في هذا الامر نبي الله إبراهيم (عليه السلام) فإن ابراهيم على ما يظهر كان موحدا لاحساسه الوجداني والفطري بوجود إله واحد قادر، ________________________________________ (1) وهذا لا ينافي ما سيأتي إن شاء الله، من أن جميع آبائه كانوا مؤمنين مؤحدين، فإن المهم هو وصولهم جميعا إلى درجة الايمان ولو بصورة تكاملية وتدريجية. إلا أن يقال: إنه لم يثبت تسمية أبنائه بعبد العزى، وعبد مناف. ولعلها أسماء قد لحقتهم بعد أن كبروا وظهر شركهم بالله واهتمامهم بالعزى وبغيرها من الاصنام. (2) السيرة الحلبية: ج 1 ص 4، والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية). ج 1 ص 21 (*) ________________________________________