وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 41 ] الحج إنما هي من بقاياها كما هو معلوم. والحنيفية هي الدين الذي يحترمه العربي ويقدسه ويعنوله - إن كل ذلك، وغيره من أمور قد أكسب قريشا شرفا، ومنحها مكانة، ونفوذا وخطرا، وأصبح الناس عامة ينظرون إلى قريش نظرة فيها الكثير من الاحترام والتقديس والاكبار. والشواهد على هذا كثيرة، ويكفي أن نذكر قول قصي لقريش: (قد حضر الحج، وقد سمعت العرب ما صنعتم، وهم لكم معظمون) (1). وقول أبي طالب حين تزويج خديجة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وأنزلنا حرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه) (2). وعليه، فإنه إذا كانت قريش من نسل إسماعيل، وتحترم دين الحنيفية. وإذا كانت مكة تعتبر حتى من العرب، أهل الحرب والغارة، حرما يأمن من لجأ إليه، وقد يلتقي العربي فيها بقاتل ولده، أو أبيه، فلا يؤذيه، ولا يستطيع أن يثأر منه. وإذا كان تقديس مكة قد بلغ عندهم هذا الحد، فإن من الطبيعي أن يكون لسادة مكة نصيب وافر من هذا التقديس. وأن يتميزوا على سائر الناس باحترام خاص. أضف إلى ذلك سدانتهم للبيت الذي تفد إليه العرب من جميع الاقطار والانحاء. وإذا كانت قريش وخصوصا الهاشميون ترى: أن شرفها، وسؤددها، ومجدها، وحتى إقتصادها، مرتبط بالبيت ومتصل به اتصالا وثيقا، فمن ________________________________________ (1) تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 239. (2) ستأتي بعض المصادر لذلك إن شاء الله تعالى حين الكلام عن زواج النبي صلي الله عليه وآله وسلم بخديجة. (*) ________________________________________