وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 32 ] ولكننا نجد في كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يدل على أن البيت قد كان من لدن آدم أبي البشر (عليه السلام). أما إبراهيم فهو رافع قواعده ومشيد بنيانه وأركانه. قال (عليه السلام): (ألا ترون أن الله سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم، صلوات الله عليه، وإلى الاخرين من هذا العالم، بأحجار لا تضر ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، فجعلها بيته الحرام، (الذي جعله للناس قياما). ثم وضعه بأوعر بقاع الارض حجرا، وأقل نتائق الدنيا مدرا، وأضيق بطون الاودية قطرا، بين جبال خشنة، ورمال دمثة، وعيون وشلة، وقرى منقطعة، لا يزكو بها خف ولا حافر، ولا ظلف. ثم أمر آدم وولده: أن يثنوا أعطافهم نحوه، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم، وغاية لملقى رحالهم، تهوى إليه الافئدة من مفاوز سحيقة إلخ.. (1)) ويدل على ذلك أيضا: روايات وردت من طرق الخاصة وغيرهم، فمن أرادها فليراجعها في مظانها (2). ولعل ظاهر القرآن لا يأبى عن هذا أيضا، حيث جاء التعبير فيه عن تجديد بناء إبراهيم للبيت بقوله: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت) (3) وهذا لا ينافي أن تكون الاسس والقواعد قد وضعت قبل ذلك، وإبراهيم هو الذي رفع هذه القواعد، وشيد على تلكم الاسس. وهذا موضوع يحتاج إلى بحث وتحقيق، نسأل الله يوفقنا لمعالجته في فرصة أخرى إن شاء الله تعالى. ________________________________________ (1) نهج البلاغة بشرح عبده، الخطبة المعروفة بالقاصعة رقم 187. (2) راجع على سبيل المثال: تفسير نور الثقلين ج 1 ص 126 - 129، والطبري، والدر المنثور، وشرح النهج، وأخبار مكة للازرقي: ج 1 ص 3 - 30، وتفسير البرهان: ج 1 ص 300 وغير ذلك. (3) البقرة 127. (*) ________________________________________