وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 357 ] سجن المؤمن، والقبر حصنه والجنة مأواه (1) وما أحلى أن يحصل الانسان على حريته، ويكون هو سيد نفسه ويواصل إنطلاقته نحو الله، ويسرح في رحاب ملكوته. * (والدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) * (2). أما الكافر فهو يرى الموت فناء وعدما، وضياعا، فهو كارثة حقيقية بالنسبة إليه، خسران لنعيم الدنيا، والدنيا هي جنة الكافر والقبر سجنه، والنار مأواه، حسبما جاء في الحديث الشريف (3). وبكلمة. إن الموت هو سر الحياة، وهو يعطي للحياة معناها وقيمتها، وهو سر الطموح، والحركة والبناء، والعمل الهادف المنتج، وهو سر سعي الانسان نحو كماله ونحو ربه: * (يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه) * (4). وبالموت تتساقط الحجب والموانع، التي تقلل من قدرة الانسان على الاحساس بالواقع، لانه إنما يتصل بالواقع عن طريق الحواس المادية، التي لا تسمح بالاحساس بالواقع، إلا في مستوى التخيل والتصوير، ولا توصل إلى كنه الحقائق، والاتصال بأسرار الكون والحياة. هذا بالاضافة إلى أن المعاصي تزيد من طغيان الجسد، وضعف القدرات الروحية، فيتضاءل إحساسه بالحقائق، ويتقاصر فهمه عنها، ولا يعود قادرا على التعامل معها بعمق ذاته ووجوده، وبكنه مواهبه الالهية. وكل ما تقدم يفهمنا بعبض ما يرمي إليه الحديث الوارد عن الامام الصادق (عليه السلام) والمتقدم برقم - 3 - ولعل جانبا مما يرمز إليه ________________________________________ (1) البحار ج 70 ص 91 والخصال ج 1 ص 108. (2) العنكبوت: 64. (3) البحار ج 70 ص 91 والخصال ج 1 ص 108. (4) الانشقاق: 6. (*) ________________________________________